• ما الواجب على من خفيت عليه القبلة؟
يجب على الذي خفيت عليه القبلة أن يجتهد إن كان من أهل الاجتهاد، أو يقلد إن لم يكن من أهل الاجتهاد، فإن صلى فإن صلاته صحيحة أصاب القبلة أو لم يصبها.
• ما الحكم إذا صلى بغير اجتهاد ولا تقليد؟
إن صلى بغير اجتهاد ولا تقليد، فلا يخلو من حالين:
الحال الأولى: أن يخطى القبلة، فهنا يعيد لأنه مفرط.
الحال الثانية: إن أصاب القبلة:
فقيل: يعيد، لأنه مفرط.
وقيل: لا يعيد، وهذا هو الصحيح.
• هل هذه الآية من آيات الصفات أم لا؟
اختلف العلماء هل هذه الآية من آيات الصفات أم لا على قولين:
القول الأول: ذهبت طائفة إلى أن ذلك من الصفات، وأن المراد بالآية وجه الله الذي هو صفة من صفاته سبحانه.
وممن قال بذلك: ابن خزيمة، والبيهقي، وابن القيم، وعبد الرحمن السعدي، وابن عثيمين
قال ابن القيم: الصحيح في قوله تعالى (فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ) أنه كقوله في سائر الآيات التي ذكر فيها الوجه، فإنه قد اطرد مجيئه في القرآن والسنة مضافاً إلى الرب تعالى، على طريقة واحدة، ومعنى واحد، فليس فيه معنيان مختلفان في جميع المواضع غير الموضع الذي ذكر في سورة البقرة، وهو قوله (فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ)، وهذا لا يتعين حمله على القبلة والجهة، ولا يمتنع أن يراد به وجه الرب حقيقة، فحمله على غير القبلة كنظائره كلها أولى.
قال الشيخ ابن عثيمين: لكن الراجح أن المراد به الوجه الحقيقي، لأن ذلك هو الأصل، وليس هناك ما يمنعه، وقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الله تعالى قِبَلَ وجه المصلي. ولهذا نهى أن يبصق أمام وجهه؛ لأن الله قِبَل وجهه فإذا صليت في مكان لا تدري أين القبلة واجتهدت وتحريت وصليت وصارت القبلة في الواقع خلفك فالله يكون قبل وجهه حتى في هذه الحالة. وهذا معنى صحيح موافق لظاهر الآية والمعنى الأول لا يخالفه في الواقع.
القول الثاني: ذهبت طائفة إلى أن ذلك ليس من باب الصفات في شيء.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ليست هذه الآية من آيات الصفات ومن عدها في الصفات فقد غلط
وقد اختلف هؤلاء في معناها على أقوال:
فقيل: أن معناها فثم قبلة الله، قالوا: والوجه يأتي في اللغة بمعنى الجهة، يقال: وِجْهَة ووجه وَجِهَة. وممن روي عنه هذا القول: ابن عباس، ومجاهد، وعكرمة، والحسن البصري، وقتادة، ومقاتل بن حيان، والشافعي، واختاره: الواحدي، والزمخشري، وابن عطية، والرازي، وابن تيمية.
قال ابن تيمية (فَثَمَّ وَجْهُ اللَّه) أي: قبلة الله، ووجهة الله، هكذا قال جمهور السلف.
وقيل: (فثم وجه الله) أي: فثم رضا الله وثوابه.
والراجح - والله أعلم - القول الأول.