كِتَابُ اَلْجَامِعِ
بَابُ اَلْأَدَبِ
[تعريفه]
قال ابن حجر: استعمال ما يحمد قولاً وفعلاً.
وقال ابن القيم: استعمال الخلق الجميل.
أقوال في الأدب:
قال الإمام مالك: كانت أمي تعمِّمني وتقول لي: اذهب إلى ربيعة فتعلم من أدبه قبل علمه.
وقال ابن المبارك: كانوا يطلبون الأدب ثم العلم.
وقال أيضاً: كاد الأدب يكون ثلثي العلم.
وقال أيضاً: تعلمت الأدب ثلاثين سنة، وتعلمت العلم عشرين سنة.
وقال أيضاً: مَنْ تهاون بالأدب عوقب بحرمان السُّنن، ومَن تهاون بالسنن عوقب بحرمان الفرائض، ومَن تهاون بالفرائض عوقب بحرمان المعرفة ..
وقال سفيان الثوري: ليس عمل بعد الفرائض أفضل من طلب العلم، وكان الرجل لا يطلب العلم حتى يتأدب ويتعبد قبل ذلك عشرين سنة.
وقال ابن سِيرين: كانوا يتعلمون الهديَ كما يتعلمون العلم.
وقال بعض السلف لابنه: يا بني لأن تتعلم بابا من الأدب أحب إليَّ من أن تتعلم سبعين بابا من أبواب العلم.
وقال الحسن البصري: إن كان الرجل ليخرج في أدب نفسه السنتين ثم السنتين.
وقال الذهبي: يحضر مجلس الإمام أحمد خمسة آلاف، خمسمائة يكتبون، والباقون يستمدون من سمته وخلقه وأدبه.
وقال مخلد بن الحسين لابن المبارك: نحن إلى كثير من الأدب أحوج منا إلى كثير من الحديث.
وقال بعض الحكماء: الأدب في العمل علامةُ قَبول العمل.
قال أبو حنيفة: صحِبْتُ حماد بن أبي سليمان ثمانيَ عَشْرةَ سنة.
وقال رحمه الله: ما صليتُ صلاة منذ مات حماد إلا استغفرتُ له مع والديَّ، وإني لأستغفرُ لمَن تعلَّمت منه علمًا، أو علَّمته علماً.
و قال مالكُ بن أنس: كان الرجلُ يختلَّف إلى الرجل ثلاثين سنةً يتعلَّم منه.
وقال رحمه الله: جالس نُعَيم المُجِمر أبا هريرةَ عشرين سنة.
وقال ثابتٌ البُناني: صحِبْتُ أنس بن مالكٍ أربعين سنةً، ما رأيتُ أعبَدَ منه.
قال نافعُ بن عبدالله: جالستُ مالكًا أربعين سنةً، أو خمسًا وثلاثين سنةً، كل يومٍ أبكِّر وأهجِّر وأروح.
قال الإمام ابن القيم: أدب المرء: عنوانُ سعادته وفلاحه، وقلة أدبه: عنوان شقاوته وبَوَارِه، فما استُجلِب خيرُ الدنيا والآخرة بمثل الأدب، ولا استُجلِب حرمانُهما بمثل قلة الأدب.
قال الخطيبُ البغدادي: الواجب أن يكون طلبةُ الحديث أكملَ الناس أدبًا، وأشد الخَلْق تواضعًا، وأعظمهم نزاهةً وتديُّنًا، وأقلَّهم طيشًا وغضبًا؛ لدوام قرعِ أسماعهم بالأخبار المشتملة على محاسن أخلاق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وآدابه، وسيرة السلف الأخيار مِنْ أهل بيته وأصحابه، وطرائق المحدِّثين، ومآثر الماضين، فيأخذوا بأجملها وأحسنها، ويَصدِفوا (يبتعدوا) عن أرذلِها وأدونها.