• ما الحكمة من تحريم تمني الإنسان الموت بسبب الضر الدنيوي؟
أولاً: أنه يدل على عدم الصبر، والمسلم مطالب بالصبر والاحتساب.
ثانياً: أن بقاء المسلم قد يكون خيراً له.
ففي الحديث - وقد سبق - (لا يتمنين أحدكم الموت، إما محسناً فلعله أن يزداد خيراً، وإما مسيئاً فلعله أن يستعتب) أي يتوب.
وعند أحمد (وأنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيراً).
قال الحافظ: فيه إشارة إلى أن المعنى في النهي عن تمني الموت والدعاء به هو انقطاع العمل بالموت، فإن الحياة يتسبب منها العمل، والعمل يحصل زيادة الثواب، ولو لم يكن إلا استمرار التوحيد فهو أفضل الأعمال.
وقد قال -صلى الله عليه وسلم- (إنه إذا مات أحدكم انقطع عمله).
ثالثاً: أن الإنسان لا يدري ما الأفضل له، البقاء أم الموت.
• ما الحكمة من هذا الدعاء (اللهم أحيني … ) لمن كان داعياً بالموت؟
لأن في هذا الدعاء استسلام لقضاء الله، والمسلم يقول هذا الدعاء، لأنه لا يعلم هل الخير البقاء أم في الموت، فشرع قول هذا الدعاء لأن فيه رد ذلك إلى الله الذي يعلم عاقبة الأمور.
• ما الجمع بين هذا الحديث، وقول يوسف (ربّ توفني مسلماً … )؟
قال القرطبي: قيل: قال قتادة: لم يتمنى الموت أحد، نبي ولا غيره، إلا يوسف حين تكالبت عليه النعم وجُمع له الشمل، اشتاق إلى لقاء ربه.
وقيل: إن يوسف لم يتمن الموت وإنما تمنى الموافاة على الإسلام، أي إذا جاء أجلي توفني مسلماً، وهذا هو القول في تأويل الآية عند أهل التأويل.
• قوله -صلى الله عليه وسلم- (لضر نزل به) فهل معنى ذلك أنه يجوز إذا لم يكن به ضر؟
لا، لا يجوز.
لكن هذا وصف أغلبي، ولكن الغالب على النفوس أنها تتمنى الموت حين ينزل بها الضر.
• اذكر بعض الفوائد العامة من الحديث؟
- أنه لا يعلم الغيب إلا الله.
- في قوله (اللهم أحيني ما كانت … ) تفويض وتسليم للقضاء.
- أن الموت قد يكون خيراً للإنسان، لقوله (ما كانت الوفاة خيراً لي).
- ثبوت علم الله للمستقبل.