٥٨٢ - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- (أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لَعَنَ زَائِرَاتِ الْقُبُورِ) أَخْرَجَهُ اَلتِّرْمِذِيُّ، وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ.
===
(لَعَنَ) اللعن الطرد والإبعاد، والمراد دعاء الرسول -صلى الله عليه وسلم- باللعنة.
(زَائِرَاتِ الْقُبُورِ) جاء بلفظ: (زوارات القبور) وقد ضبطت بالفتح (زَوّارات) وضبطت بالضم (زُوّرات)، بالضم: جمع زائرة، وبالفتح: (زَوّرات) يحتمل أنها صيغة مبالغة، والمعنى يكون: المكثرات من زيارة القبور، فاللعن يقع على من تكثر الزيارة. وقيل المعنى: إنها صيغة نسب، يعني ذوات الزيارة، لكن رواية (زائرات) توضح المقصود، وتبين أنه ليس المقصود الإكثار من الزيارة، لأننا لو أخذنا بأنها صيغة مبالغة، فإن هذا يكون إهداراً للرواية الأخرى.
• ما صحة حديث الباب؟
هذا الحديث رواه الترمذي من طريق أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة.
وما ذكر المؤلف هو لفظ ابن حبان، وأما لفظ الترمذي (زوارات القبور).
والحديث سنده حسن، من أجل عمر بن أبي سلمة فإنه مختلف فيه، وحديثه من قبيل الحسن، وله شواهد.
• اذكر الخلاف في حكم زيارة النساء للقبور؟
اختلف العلماء في هذه المسألة على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أنها حرام.
وهذا اختيار ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم.
أ- لحديث أبي هريرة (أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعن زوارات القبور) رواه الترمذي.
ب-ولحديث ابن عباس قال (لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زائرات القبور) رواه الترمذي.
ج-ولحديث حسان بن ثابت قال (لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زوارات القبور) رواه ابن ماجه.
د- وعن عبد الله بن عمرو قال (بينما نحن نسير مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذ بصر بامرأة لا نظن أنه عرفها، فلما توسط الطريق وقف حتى انتهت إليه، فإذا فاطمة بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لها: ما أخرجكِ من بيتك يا فاطمة؟ قالت: أتيت أهل هذا البيت فترحمت إليهم وعزيتهم بميتهم، فقال: لعلك بلغت معهم الكدى؟ قالت: معاذ الله أن أكون بلغتها وقد سمعتك تذكر في ذلك ما تذكر؟ فقال: لو بلغتها معهم ما رأيت الجنة حتى يراها جد أبيك) رواه أبو داود، والكدى هي القبور هكذا فسرها بعض الرواة.
وهذا الحديث يدل دلالة صريحة على أن المرأة لا يجوز لها أن تخرج إلى القبور، وقد كان ذلك مستقراً عند الصحابة، يدل عليه قول فاطمة:: معاذ الله أن أكون بلغتها وقد سمعتك تذكر في ذلك ما تذكر، تعني من النهي عن ذلك.