• كيف الجمع بين هذا الحديث في قوله -صلى الله عليه وسلم- (فأطيلوا الصلاة)، وفي أمره -صلى الله عليه وسلم- بالتخفيف؟
قال النووي: وليس في الحديث مخالفاً للأحاديث الصحيحة المشهورة، والأمر بتخفيف الصلاة، لقوله -صلى الله عليه وسلم- في الرواية الأخرى (وكانت صلاته قصداً) لأن المراد بالحديث الذي نحن فيه أن الصلاة تكون طويلة بالنسبة إلى الخطبة لا تطويلاً يشق على المأمومين، وهي حينئذٍ قصد، أي معتدلة، والخطبة قصد بالنسبة إلى وضعها.
• ما معنى قوله (إن من البيان لسحراً)؟
قيل: هو ذم.
لأنه إمالة القلوب وصرفها بمقاطع الكلام إليه.
واستدل من قال هذا بإدخال مالك الحديث في موطئه في: باب ما يكره الكلام بغير ذكر الله، وأنه مذهبه في تأويل الحديث.
وقيل: إنه مدح.
لأن الله تعالى أثنى على عباده وتعليمهم البيان حيث قال (خلق الإنسان. علمه البيان)، وشبهه بالسحر لميل القلوب إليه، فالبيان يصرف القلوب ويميلها إلى ما تدعوا إليه.
قال القرطبي: وهذا التأويل أولى لهذه الآية وما معناها.
وقال النووي: وهذا الثاني هو الصحيح المختار.
• اذكر بعض الفوائد العامة من الحديث؟
- ينبغي أن يكون الخطيب حكيماً، يعرف سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- في الخطبة.
- فضل قلة الكلام ووضوحه.
- ذم التطويل في الموعظة والإكثار منها، وقد قال ابن مسعود (كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتخولنا بالموعظة مخافة السآمة علينا). متفق عليه
- أن من أسباب ضياع الفائدة: تطويل الموعظة وتكلفها.
- فضل الحكمة في التعامل مع الناس ووعظهم.
- أن للمواعظ والتذكير سنن وآداب يحسن بالواعظ معرفتها لكي يستفاد من موعظته.