• ما معنى قوله -صلى الله عليه وسلم- في حديث أبي هريرة (فإن من وافق قوله قول الملائكة).
قال النووي: معناه من وافقهم في وقت التأمين فأمن مع تأمينهم، ويدل عليه قوله قبله (فإن الملائكة تؤمن) وهذا هو الصحيح.
وقيل: وافقهم في الصفة والخشوع والإخلاص، وإليه مال ابن حبان.
والأول هو الذي رجحه الأكثرون، كالقرطبي وابن دقيق العيد والحافظ في الفتح.
قال ابن المنير: الحكمة في إيثار الموافقة في القول والزمان أن يكون المأموم على يقظة للإتيان بالوظيفة في محلها، لأن الملائكة لا غفلة عندهم، فمن وافقهم كان متيقظاً.
• اختلفوا في هؤلاء الملائكة:
فقيل: هم الحفظة، وقيل: غيرهم. لقوله في رواية (فوافق قوله قول أهل السماء).
• هل تجهر المرأة بالتأمين؟
قال ابن قدامة: وتجهر -يعني المرأة- في صلاة الجهر، وإن كان ثَمَّ رجال لا تجهر، إلا أن يكونوا من محارمها فلا بأس اهـ.
قال النووي: وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَقَالَ أَكْثَرُ أَصْحَابِنَا: إنْ كَانَتْ تُصَلِّي خَالِيَةً أَوْ بِحَضْرَةِ نِسَاءٍ أَوْ رِجَالٍ مَحَارِمَ جَهَرَتْ بِالْقِرَاءَةِ، سَوَاءٌ أَصَلَّتْ بِنِسْوَةٍ أَمْ مُنْفَرِدَةً، وَإِنْ صَلَّتْ بِحَضْرَةِ أَجْنَبِيٍّ أَسَرّتْ. (المجموع).
[فائدة: فضل التأمين]
من فضائله أنه يوجب إجابة الدعاء، ومحبة الله لقائله.
روى الإمام مسلم في صحيحه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا صليتم فأقيموا صفوفكم، ثم ليؤمكم أحدكم، فإذا كبر فكبروا، وإذا قال: غير المغضوب عليهم ولا الضالين. فقولوا: آمين، يجبكم الله) ومعنى يجبكم: يجيب دعاءكم.
وروى أبو داود والنسائي وأحمد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال (فقولوا: آمين يجبكم الله).
ومن فضائله أيضاً: "قوله -صلى الله عليه وسلم- (إذا أمن الإمام فأمنوا، فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه، قال ابن شهاب: وكان -صلى الله عليه وسلم- يقول: آمين) رواه البخاري ومسلم.
وفي لفظ (إذا قال أحدكم آمين، قالت الملائكة في السماء: آمين، فوافقت إحداهما الأخرى، غفر له ما تقدم من ذنبه) رواه مسلم.
ومما يدل على مزيته أيضاً: قوله -صلى الله عليه وسلم- (ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على آمين، فأكثروا من قول آمين) رواه ابن ماجه، وصححه العراقي وغيره.
قال الإمام المناوي: (ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على آمين) أي: قولكم في الصلاة وعقب الدعاء آمين.
كما يستحب أن يختم الدعاء بالتأمين، وأن يكثر منه فإنه من أسباب الإجابة، لقوله -صلى الله عليه وسلم- كما في سنن أبي داود (إن ختم بآمين فقد أوجب).