قال بعضُ أكابر التابعين لرجل: يا مُفلس. فابتُلي القائل بالدَّين والحبس، بعد أربعين سنة.
وضَرب رجلٌ أباه وسحبه إِلَى مكان، فَقَالَ الَّذِي رآه: إِلَى ها هنا! رأيتُ هذا المضروب قد ضَرب أباه، وسحبه إِلَيْهِ.
ما وجه تحريم الظلم من قوله تعالى (إني حرمن الظلم وجعلته بينكم محرماً)؟
من وجهين:
الأول: أن الله عز وجل حرمه على نفسه، فإذا كان محرماً على الله مع كمال قدرته وسعة ملكه فحرمته على العبد أولى لظهور عجزه ونقص ملكهِ.
والآخر: أن الله جعله بيننا محرماً، فنهى عنه نهي تحريم.
[ماذا نستفيد من قوله (واتقوا الشح)؟]
نستفيد التحذير من الشح.
فهو سبب للظلم.
كما في حديث الباب.
قال -صلى الله عليه وسلم- (حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم).
وعند أبي داود (أمرهم بالظلم فظلموا، وأمرهم بالفجور ففجروا، وأمرهم بالقطيعة فقطعوا).
وأخبر تعالى أن من وقي شح نفسه فقد أفلح.
فقال تعالى (وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
والشُّح يُهلك صاحبه، وإذا شاع في المجتمعات مزقها وأهلكها.
قال -صلى الله عليه وسلم- ( … وأما المهكات: فشحٌ مطاع، وهوىً متبع، وإعجاب المرء بنفسه) رواه أحمد.
وهو مُنافٍ للإيمان.
ولهذا قال -صلى الله عليه وسلم- (لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في جوف عبد أبدًا، ولا يجتمع الشح والإيمان في قلب عبد أبدًا) رواه النسائي.
وهو شر خصال الرجل.
قال -صلى الله عليه وسلم- (شر ما في الرجل شح هالع وجبن خالع) رواه أبو داود.
وانتشاره من علامات الساعة.
قال -صلى الله عليه وسلم- (يتقارب الزمان، وينقص العمل، ويلقى الشح، ويكثر الهرج).
قال ابن حجر-رحمه الله-عند قوله (ويلقى الشح) إلقاؤه في قلوب الناس على اختلاف أحوالهم؛ حتى يبخل العالم بعلمه فيترك التعليم والفتوى، ويبخل الصانع بصناعته حتى يترك تعليم غيره، ويبخل الغني بماله حتى يهلك الفقير.