١٤٨٥ - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- (آيَةُ اَلْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا ائْتُمِنَ خَانَ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
١٤٨٦ - وَلَهُمَا: مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ عَمْرِوٍ: - وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ -.
===
(أربع) أي أربع خصال.
(منافقاً خالصاً) أي: شديد الشبه بالمنافقين بهذه الخصال.
(من كانت فيه خَلة) بفتح الخاء: هي الخصلة.
(كذب) الكذب الإخبار بخلاف الواقع.
(غدر) الغدر ترك الوفاء به.
(أخلف) أي لم يفعل ما وعد به.
(خاصم) أي: جادل.
(فجر) أي: مال عن الحق، والمراد هنا الشتم والرمي بالأشياء القبيحة والبهتان.
ما المراد بالنفاق في قوله (آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ)؟
النفاق إظهار الإسلام وإخفاء الكفر.
وقد اختلف العلماء ما المراد بالنفاق في هذا الحديث، لأن هذه الصفات موجودة في كثير من المسلمين:
فقيل: معناه أن صاحب هذه الخصال شبيه بالمنافقين.
وقيل: المراد بالنفاق هنا النفاق العملي ورجحه القرطبي واستدل له بقول عمر لحذيفة: هل تعلم فيّ شيئاً من النفاق؟ فإنه لم يرد بذلك نفاق الكفر إنما أراد نفاق العمل.
وقيل: المراد التحذير عن ارتكاب هذه الخصال وإن الظاهر غير مراد.
والراجح أن المراد بهذا النفاق في هذا الحديث النفاق العملي.
[اذكر صفات المنافقين الواردة في حديث الباب؟]
أولاً: الكذب في الحديث.
والكذب: الإخبار بخلاف الواقع، وهو محرم.
قال النووي: قد تظاهرت نصوص الكتاب والسنة على تحريم الكذب، وهو من قبائح الذنوب وفواحش العيوب، وإجماع الأمة متفقة على تحريمه.
قال تعالى (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً).