ومنها: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أوصى بحب المساكين.
قال أبو الدرداء (أوصاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن أنظر إلى دوني، ولا أنظر إلى من فوقي، وأوصاني أن أحب المساكين وأن أدنو منهم).
وكان عون بن عبد اله يجالس الأغنياء فلا يزال في غم، لأنه لا يزال يرى من هو أحسن منه لباساً ومركباً وطعاماً ومسكناً، فتركهم وجالس المساكين فاستراح.
وفي الحديث (اللهم إني أسألك فعل الخيرات … وحب المساكين).
ويروى أن داود كان يجالس المساكين ويقول: مسكين بين مساكين.
قال ابن رجب: وحب المساكين مستلزم لإخلاص العمل لله تعالى، والإخلاص هو أساس الأعمال الذي لا تثبت الأعمال إلا عليه.
ولم يزل السلف يوصون بحب المساكين.
كتب الثوري إلى بعض إخوانه: عليك بالفقراء والمساكين والدنو منهم، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يسأل ربه حب المساكين.
ويروى عن أبي هريرة قال: كان جعفر بن أبي طالب يحب المساكين ويجلس إليهم ويحدثهم ويحدثونه، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يكنيه أبا المساكين.
وكانت زينب بنت خزيمة تسمى أم المساكين لكثرة إحسانها إليهم، وتوفيت في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم-.
ومر الحسن بن علي على مساكين يأكلون، فدعوه فأجابهم وأكل معهم وتلا (إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ).
وكان ابن عمر لا يأكل غالباً إلا مع المساكين، وكان يقول: لعل بعض هؤلاء أن يكون ملكاً يوم القيامة.
وكان سفيان الثوري يعظم المساكين، ويجفو أهل الدنيا، فكان الفقراء في مجلسه هم الأغنياء والأغنياء هم الفقراء.
وقال سليمان التيمي: كنا إذا طلبنا علية أصحابنا وجدناهم عند الفقراء والمساكين.
وقال الفضيل: من أراد عز الآخرة فليكن مجلسه مع المساكين.
[اذكر بعض الأسباب التي تحقق شكر الله؟]
أولاً: سؤال الله ذلك.
كما قال تعالى عن سليمان: (وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ).
وقال -صلى الله عليه وسلم- لمعاذ: (يا معاذ، لا تدعن دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك). رواه أبو داود
ثانياً: أن يعلم الإنسان أن النعم إذا شكرت قرت وزادت.
قال تعالى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ).
ثالثاً: أن يعلم الإنسان أن الله سيسأله يوم القيامة عن شكر نعمه.
قال تعالى: (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ).
قال ابن كثير: أي ثم لتسألن عن شكر ما أنعم الله به عليكم من الصحة والأمن والرزق وغير ذلك، ما ذا قابلتم به نعمه من شكر وعبادة.