ثانياً: أنه من الإيذاء وتعد على المسلم.
قال تعالى (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً).
ثالثاً: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عنه.
قال -صلى الله عليه وسلم- (لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا) متفق عليه.
رابعاً: أنه اعتراض على قضاء الله وقدره وحكمته في تقسيمه الأرزاق بين عباده.
قال بعض السلف: تأملت هذه الآية (نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا … ) فتركت الحسد.
خامساً: لا يعود على الحاسد إلا بالهم والغم.
وقد قيل: لله در الحسد ما أعدله .... عاد على صاحبه فقتله.
سادساً: أنه عدو لنعم الله.
قال ابن القيم: … فالحاسد عدو نعمة الله، وعدو عباده، وممقوت عند الله تعالى، وعند الناس. ولا يسود أبدا، ولا يواسى فإن الناس لا يسوّدون عليهم إلا من يريد الإحسان إليهم. فأما عدو نعمة الله عليهم فلا يسوّدونه باختيارهم أبدا إلا قهرا يعدونه من البلاء والمصائب التي ابتلاهم الله بها. فهم يبغضونه وهو يبغضهم.
سابعاً: أن الحسد سبب لإيقاع العداوة والبغضاء بين الناس.
ثامناً: أنه كبيرة من الكبائر، ومن صفات إبليس لعنه الله فهو الذي حسد آدم لشرفه.
[ما فضل السلامة من الحسد؟]
أولاً: أن تركه من علامة كمال الإيمان.
فقد سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أي المؤمنين أفضل؟ قال (المؤمن النقي القلب، ليس فيه غل ولا حسد) رواه ابن ماجه.
ثانياً: أن الله أثنى على الأنصار بذلك.
قال تعالى (وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أوتوا).
[اذكر بعض أقوال السلف في الحسد؟]
قال الأصمعي: رأيت أعرابياً أتى عليه مائة وعشرين سنة، فقلت له: ما أطول عمرك. فقال: تركتُ الحسد فبقيت.
وقال معاوية: كل إنسان أقدر على أن أرضيه، إلا الحاسد، فإنه لا يرضيه إلا زوال النعمة.
وقال عمر بن عبد العزيز: ما رأيت ظالماً أشبه بمظلوم من الحاسد: غم دائم ونفس متتابع.
وقيل رأى موسى -عليه السلام-، رجلاً عند العرش فغبطه، فقال: ما صفته؟ فقيل: كان لا يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله.