للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٤٢ - وَعَنْهُ، (أَنَّهُ رَأَى اَلنَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- يَأْخُذُ لِأُذُنَيْهِ مَاءً خِلَافَ اَلْمَاءِ اَلَّذِي أَخَذَ لِرَأْسِهِ) أَخْرَجَهُ اَلْبَيْهَقِيُّ.

وَهُوَ عِنْدَ "مُسْلِمٍ" مِنْ هَذَا اَلْوَجْهِ بِلَفْظٍ (وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ بِمَاءٍ غَيْرَ فَضْلِ يَدَيْهِ) وَهُوَ اَلْمَحْفُوظُ.

===

(يَأْخُذُ لِأُذُنَيْهِ مَاءً خِلَافَ اَلْمَاءِ اَلَّذِي أَخَذَ لِرَأْسِهِ) هذه الرواية شاذة، والرواية الثانية التي عند مسلم هي المحفوظة، وحكم الشاذ الرد.

• هل يشرع أخذ ماء جديد للأذنين؟

اختلف العلماء في ذلك على قولين:

القول الأول: يشرع ذلك.

وهذا مذهب الشافعي ومالك ورواية عن أحمد.

أ-لرواية البيهقي (أَنَّهُ رَأَى اَلنَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- يَأْخُذُ لِأُذُنَيْهِ مَاءً خِلَافَ اَلْمَاءِ اَلَّذِي أَخَذَ لِرَأْسِهِ).

ب-ولما رواه مالك في الموطأ عن نافع عن ابن عمر (أنه كان يأخذ الماء بإصبعيه لأذنيه) وصححه البيهقي.

القول الثاني: أنه لا يشرع، وإنما يمسحان بالبلل المتبقي بعد مسح رأسه.

وهذا مذهب أبي حنيفة، ونسب إلى جمهور العلماء واختاره ابن المنذر وابن تيمية والشيخ ابن باز.

أ- أنه لم يثبت أنه -صلى الله عليه وسلم- أخذ ماء جديداً لأذنيه.

ب-والذين نقلوا صفة وضوء النبي -صلى الله عليه وسلم- كلهم لم يذكروا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أخذ لأذنيه ماء جديداً.

قال ابن القيم: ولم يثبت أنه -صلى الله عليه وسلم- أخذ لهما ماء جديداً، وإنما صح ذلك عن ابن عمر.

ب- قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- (الأذنان من الرأس) رواه أبو داود، وهذا الحديث لا يصح مرفوعاً لكنه ثابت عن ابن عمر موقوفاً.

ج- تقدم حديث عبد الله بن عمرو الذي أخرجه أبو داود (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- مسح برأسه وأدخل إصبعيه السباحتين في أذنيه ومسح بإبهاميه ظاهر أذنيه) ولم يذكر أنه أخذ ماءً جديداً لأذنيه.

وهذا القول هو الصحيح، وأما الرد على أصحاب القول الأول:

أما رواية البيهقي فالجواب عنها من وجهين:

أولاً: أنها شاذة، وأن المحفوظ رواية مسلم (أنه -صلى الله عليه وسلم- مسح برأسه بماءٍ غير فضل يديه) يعني بعد ما غسل يده اليمنى ثم اليسرى أخذ لرأسه ماءً جديداً لرأسه وليس للأذنين.

ثانياً: وعلى فرض صحته فهو محمول على أنه لم يبق في يديه بلل من رأسه.

قال ابن المنذر: وغير موجود في الأخبار الثابتة التي فيها صفة وضوء النبي -صلى الله عليه وسلم- أخذه لأذنيه ماء جديداً.

<<  <  ج: ص:  >  >>