٥٦١ - وَعَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه- قَالَ (صلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عَلَى جَنَازَةٍ، فَحَفِظْتُ مِنْ دُعَائِهِ: "اَللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، وَارْحَمْهُ وَعَافِهِ، وَاعْفُ عَنْهُ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّهِ مِنْ اَلْخَطَايَا كَمَا نَقَّيْتَ اَلثَّوْبَ اَلْأَبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِنْ دَارِهِ، وَأَهْلًا خَيْرًا مِنْ أَهْلِهِ، وَأَدْخِلْهُ اَلْجَنَّةَ، وَقِهِ فِتْنَةَ اَلْقَبْرِ وَعَذَابَ اَلنَّارِ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
٥٦٢ - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ (كَانَ رَسُولُ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ يَقُولُ: "اَللَّهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا، وَمَيِّتِنَا، وَشَاهِدِنَا، وَغَائِبِنَا، وَصَغِيرِنَا، وَكَبِيرِنَا، وَذَكَرِنَا، وَأُنْثَانَا، اَللَّهُمَّ مَنْ أَحْيَيْتَهُ مِنَّا فَأَحْيِهِ عَلَى اَلْإِسْلَامِ، وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوَفَّهُ عَلَى اَلْإِيمَانِ، اَللَّهُمَّ لَا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ، وَلَا تُضِلَّنَا بَعْدَهُ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ، وَالْأَرْبَعَةُ.
٥٦٣ - وَعَنْهُ أَنَّ اَلنَّبِي -صلى الله عليه وسلم- قَالَ (إِذَا صَلَّيْتُمْ عَلَى اَلْمَيِّتِ فَأَخْلِصُوا لَهُ اَلدُّعَاءَ) رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ.
===
(اَللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ) المغفرة الستر مع التجاوز.
(وَارْحَمْهُ) صفة تقتضي الإنعام والإكرام والإحسان بالمرحوم.
(وَعَافِهِ) العافية من المؤذيات في القبر ووحشته وظلمته وعذاب القبر.
(وَاعْفُ عَنْهُ) أي: تجاوز بما فعله حال الدنيا.
(وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ) النزل ما يهيأ للضيف.
(وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ) مكان الدخول وهو القبر.
(وَنَقِّهِ) أي: خلصه.
(وَأَهْلًا خَيْرًا مِنْ أَهْلِهِ) عوضه عن أهله أهلاً في الجنة. وقيل: تبديل أوصاف، أي زوجته تكون أحسن في الجنة بالأخلاق والجمال.
• ما صحة أحاديث الباب؟
حديث عوف بن مالك عند مسلم، فيه زيادة: (قال عوف: فتمنيت أن لو كنت أنا الميت، لدعاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على ذلك الميت).
وحديث أبي هريرة أعله بعض العلماء، كالدارقطني وغيره، وصححه بعضهم وله شواهد.
وحديث أبي هريرة (إذا صليتم على الميت … ) في إسناده محمد بن إسحاق، وهو مدلس، لكنه صرح بالتحديث عند ابن حبان، فالحديث حسن.
• ما معنى قوله (فحفظت من دعائه)؟
قيل: أي علمته من الصلاة فحفظته.
قال النووي: … وحينئذ يتأول هذا الحديث على أن قوله (فحفظت من دعائه) أي: علمنيه بعد الصلاة فحفظته.
وقيل: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- جهر به ليعلمهم.
وهذا هو الصحيح.
• ماذا نستفيد من أحاديث الباب؟
استحباب الدعاء للميت في صلاة الجنازة، وهو مقصوده.