للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٤٨٢ - وَعَنْ اِبْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- (اَلظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

١٤٨٣ - وَعَنْ جَابِرٍ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- (اِتَّقُوا اَلظُّلْمَ، فَإِنَّ اَلظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ، وَاتَّقُوا اَلشُّحَّ، فَإِنَّهُ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ) أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ.

===

- (اتَّقُوا الظُّلْمَ) أي: اجعلوا بينكم وبينه وقاية تمنعكم من الوقوع فيه.

(فَإنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ القِيَامَةِ) هو على ظاهره، فيكون ظلمات على صاحبه، لا يهتدي يوم القيامة سبيلاً حين يسعى نور المؤمنين بين أيديهم وبأيمانهم.

(فَإِنَّهُ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ) وفي رواية (وَاتَّقُوا الشُّحَّ؛ فَإِنَّ الشُّحَّ أهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ. حَمَلَهُمْ عَلَى أنْ سَفَكُوا دِمَاءهُمْ، وَاسْتَحَلُّوا مَحَارِمَهُم) (حَمَلَهُمْ) أي: أغراهم الشح. (عَلَى أنْ سَفَكُوا دِمَاءهُمْ، وَاسْتَحَلُّوا مَحَارِمَهُم) هذا هو الهلاك الذي حمل عليه الشح.

(وَاتَّقُوا الشُّحَّ) وهو أشد من البخل، وأبلغ في المنع من البخل، وقيل: هو البخل مع الحرص.

[ماذا نستفيد من الحديث؟]

نستفيد تحريم الظلم.

والظلم ينقسم إلى قسمين:

أحدهما: منع ما يجب لهم من الحقوق وهو التفريط، والثاني: فعل ما يضر به وهو العدوان.

وقد جاءت نصوص كثيرة تبين تحريم الظلم:

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (إن الظلم ظلمات يوم القيامة) متفق عليه.

وقال -صلى الله عليه وسلم- (قال تعالى: … فلا تظالموا).

وقال -صلى الله عليه وسلم- (إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا) متفق عليه

وقال -صلى الله عليه وسلم- (من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين) متفق عليه.

وقال -صلى الله عليه وسلم- (من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلل منها، فإنه ليس ثم دينار ولا درهم من قبل أن يأخذ لأخيه من حسناته، فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات أخيه، فطرحت عليه) رواه البخاري.

فيحرم على الإنسان أن يظلم غيره حقوقه.

قال ابن رجب: فظلمُ العباد شرٌّ مكتسب؛ لأنَّ الحق فيه لآدمي مطبوع عَلَى الشُّح، فلا يترك من حقه شيئًا، لاسيما مع شدة حاجته يوم القيامة، فإنَّ الأم تفرحُ يومئذ إذا كان لها حقٌّ عَلَى ولدها، لتأخذه منه.

ومع هذا، فالغالبُ أنَّ الظالم تُعجَّل له العقوبة في الدُّنْيَا وإنْ أُمهل؛ كما قال -صلى الله عليه وسلم- (إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ) قَالَ: ثُمَّ قَرَأَ (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ القُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ).

<<  <  ج: ص:  >  >>