(من اقتطع) أي من أخذ، لأن من أخذ شيئاً لنفسه فقد قطعه عن مالكه.
(بيمنيه) أي بسبب يمينه الكاذبة.
(قضيباً) القضيب الغصن المقطوع.
أراك: شجر يستاك بقضبانه.
(فيها فاجر) أي في الإقدام عليها، والمراد بالفجور لازمه: وهو الكذب.
[ماذا نستفيد من الحديث.]
الوعيد الشديد لمن اقتطع وأخذ حق امرئ مسلم بيمينه الكاذبة، وأنه من كبائر الذنوب. (لأنه رتبت عليه هذه العقوبة العظيمة، وكل ذنب رتبت عليه عقوبة دينية أو دنيوية، فإنه من كبائر الذنوب).
وهذا له صورتان:
الصورة الأولى: أن يدعي شيئا ويأتي بشاهد ويحلف معه وهو يعلم أنه كاذب، فهنا اقتطع حقا؛ لأنه استباح ماله بيمين كاذبة.
والصورة الثانية: في مقام الدفاع بأن يكون على شخص حق ثم ينكره وليس للمدعي بينة، فهنا سوف يحلف المدعى عليه ويخلى سبيله، فيكون قد اقتطع مال امرئ مسلم بغير حق.
إذاً: لها صورتان الصورة الأولى في دعوى ما ليس له، والصورة الثانية في إنكار ما يجب عليه. (ابن عثيمين)
وأن عقوبته:
قد أوجب الله له النار.
وحرم عليه الجنة.
لقي الله وهو عليه غضبان.
لقي الله وهو عنه معرض، قال -صلى الله عليه وسلم- (لَيَلْقَيَنَّ اللَّهَ وَهُوَ عَنْهُ مُعْرِضٌ).