• ما حكم قول الشعر، (والمقصود بالشعر من حيث أنه شعر).
اختلف العلماء في ذلك على قولين:
القول الأول: أنه مباح.
وهذا منقول عن كافة أهل العلم.
قال ابن قدامة: ليس في إباحة الشعر خلاف، وأدلتهم كثيرة:
أ-حديث الباب.
ب-حديث عائشة: (كان النبي -صلى الله عليه وسلم- ينصب لحسان … ).
ج-وقال -صلى الله عليه وسلم-: (إن من الشعر لحكمة) متفق عليه.
د-وقد استنشد النبي -صلى الله عليه وسلم- الشريد بن سويد مائة قافية من شعر أمية بن أبي الصلت.
هـ-وسمع قصيدة كعب.
و-وتمثل الصديق بالشعر، وتمثلت به الصديقة ابنته.
قال ابن عبد البر: ليس أحد من كبار الصحابة إلا وقد قال الشعر أو تمثل به أو سمعه فرضيه.
القول الثاني: الكراهة.
نقل هذا عن بعض السلف، كإبراهيم النخعي، والحسن البصري، ومسروق.
أ-لحديث عمر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً خير له من أن يمتلئ شعراً) متفق عليه.
ب-ولحديث أبي أمامة مرفوعاً (إن إبليس لما أهبط إلى الأرض قال: رب، اجعل لي مزماراً. قال: قرآنك الشعر) رواه الطبراني ....
والصحيح الأول.
• ما الجواب عن أدلة القول الثاني؟
الجواب: أما حديث: (لأن يمتلئ جوف أحدكم … ):
أ- أن يغلب عليه الشعر حتى يشغله عن القرآن والعلم.
وبوب البخاري على الحديث: ما يكره أن يكون الغالب على الإنسان الشعر حتى يصده.
وقال ابن عبد البر - رحمه الله - وأما قوله -صلى الله عليه وسلم- (لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً حتى يريه خير له من أن يمتلئ شعراً).
فأحسن ما قيل في تأويله والله أعلم، أنه الذي قد غلب الشعر عليه، فامتلأ صدره منه دون علم سواه، ولا شيء من الذكر غيره، ممن يخوض به في الباطل، ويسلك به مسالك لا تحمد له كالمكثر من الهذر واللغط، والغيبة وقبيح القول، ولا يذكر الله كثيراً، وهذا كله مما اجتمع العلماء على معنى ما قلت منه، ولهذا قلنا فيما روي عن ابن سيرين والشعبي ومن قال بقولهما من العلماء: "الشعر كلام، فحسنه حسن، وقبيحة قبيح"، أنه قول صحيح وبالله التوفيق.
ب-أن المراد به التنفير عن خاصة الشعر، وهو ما كان متضمناً هجاءً وفحشاً.
- وأما حديث أبي أمامة فهو حديث ضعيف.