للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خامساً: أنّها من أسباب سعادة المرء.

كما قال بعض السّلف: والله للذّة العفّة أعظم من لذّة الذّنب.

وقال الغزالي: ولا معيشة أهنأ من العفّة، ولا عبادة أحسن من الخشوع، ولا زهد خير من القنوع، ولا حارس أحفظ من الصمت، ولا غائب أقرب من الموت.

قال حكيم: إذا أراد الله بعبد خيراً ألهمه الطاعة، وألزمه القناعة، وأكساه العفاف.

عن وهب بن منبه أنّه قال: الإيمان عريان ولباسه التقوى، وزينته الحياء، وماله العفّة.

وقال الحسن: لا تزالُ كريماً على الناس ما لم تَعاطَ ما في أيديهم، فإذا فعلتَ ذلك استخفُّوا بكَ، وكرهوا حديثك، وأبغضوك.

وقال أيوب السَّختياني: لا يَنْبُلُ الرجلُ حتى تكونَ فيه خصلتان: العفَّةُ عمَّا في أيدي الناس، والتجاوزُ عمّا يكون منهم.

وقال أعرابيٌّ لأهل البصرة: من سيِّدُ أهل هذه القرية؟ قالوا: الحسن. قال: بما سادهم؟ قالوا: احتاجَ الناسُ إلى علمه، واستغنى هو عن دنياهم.

قال ابن القيم: أعظم الناس خذلاناً من تعلق بغير الله، فإن ما فاته من مصالحه وسعادته وفلاحه أعظم مما حصل له ممن تعلق به، وهو معرض للزوال والفوات، ومثل المتعلق بغير الله كمثل المستظل من الحر والبرد ببيت العنكبوت أوهن البيوت.

[ما كيفية السبيل إلى التعلق بالله والتعفف عن الناس؟]

أولاً: بالصبر ومجاهدة النفس.

لحديث (ومن يستعفف يعفَّه الله، ومن يستغن يغنِه الله).

ثانياً: بالدعاء.

فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول (اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى).

<<  <  ج: ص:  >  >>