للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٤٩٤ - وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ -رضي الله عنه- عَنْ اَلنَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فِيمَا يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ- قَالَ (يَا عِبَادِي! إِنِّي حَرَّمْتُ اَلظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فَلَا تَظَّالَمُوا) أَخْرَجَهُ مُسْلِم.

===

[ماذا نستفيد من الحديث؟]

نستفيد تحريم الظلم، وقد تقدم ذلك.

ووجه الدلالة من الحديث من وجهين:

الأول: أن الله عز وجل حرمه على نفسه، فإذا كان محرماً على الله مع كمال قدرته وسعة ملكه فحرمته على العبد أولى لظهور عجزه ونقص ملكهِ.

والآخر: أن الله جعله بيننا محرماً، فنهى عنه نهي تحريم.

وقد جاءت الأدلة الكثيرة في ذلك:

كما قال تعالى (وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ).

وقال تعالى (ومَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبَادِ).

وقال تعالى (ومَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعَالَمِينَ).

وقال تعالى (وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ).

وقال تعالى (إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً).

وقال تعالى (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخَافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً).

الهضم: أن يُنقص من جزاء حسناته، والظلم: أن يعاقب بذنوب غيره.

لماذا نقول: إن الله لا يظلم مع قدرته عليه؟

قال ابن رجب: وهو مما يدل على أن الله قادر على الظلم ولكنه لا يفعله فضلاً منه وجوداً، وكرماً وإحساناً إلى عباده.

وقال الشيخ ابن عثيمين: وإنما قلنا مع قدرته عليه، لأنه لو كان ممتنعاً على الله لم يكن ذلك مدحاً ولا ثناءً، إذ لا يثنى على الفاعل إلا إذا كان يمكنه أن يفعل أو لا يفعل.

[لماذا الله لا يظلم؟]

لكمال عدله.

وهكذا كل نفي يأتي في صفات الله تعالى في الكتاب والسنة إنما هو لثبوت ضده.

كقوله تعالى (وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً) لكمال عدله.

وقوله تعالى (لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ) لكمال علمه، لا يعزب: لا يغيب.

وقوله (لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ) لكمال قيوميته وحياته.

<<  <  ج: ص:  >  >>