للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

١٠٤٥ - وَعَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ قَالَتْ (أَوْلَمَ اَلنَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى بَعْضِ نِسَائِهِ بِمُدَّيْنِ مِنْ شَعِيرٍ) أَخْرَجَهُ اَلْبُخَارِيُّ.

١٠٤٦ - وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: (أَقَامَ اَلنَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- بَيْنَ خَيْبَرَ وَالْمَدِينَةِ ثَلَاثَ لَيَالٍ، يُبْنَى عَلَيْهِ بِصَفِيَّةَ، فَدَعَوْتُ اَلْمُسْلِمِينَ إِلَى وَلِيمَتِهِ، فَمَا كَانَ فِيهَا مِنْ خُبْزٍ وَلَا لَحْمٍ، وَمَا كَانَ فِيهَا إِلَّا أَنْ أَمَرَ بِالْأَنْطَاعِ، فَبُسِطَتْ، فَأُلْقِيَ عَلَيْهَا اَلتَّمْرُ، وَالْأَقِطُ، وَالسَّمْنُ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، وَاللَّفْظُ لِلْبُخَارِيِّ.

===

(يُبْنَى عَلَيْهِ بِصَفِيَّةَ) أصله يبنى خباء جديدا مع صفية أو بسببها ثم استعمل البناء في الدخول بالزوجة يقال بني الرجل بالمرأة أي دخل بها.

(بِمُدَّيْنِ) تثنية مد، وهو ما يملأ كفي الرجل المعتدل.

(بِالْأَنْطَاعِ) واحد وهو البساط المتخذ من الجلود المدبوغة.

نيل الأوطار من أحاديث سيد الأخيار شرح منتقى الأخبار (٦/ ٢٢٨)

(فَأُلْقِيَ عَلَيْهَا اَلتَّمْرُ، وَالْأَقِطُ، وَالسَّمْنُ) هذه الأمور الثلاثة إذا خلط بعضها بعض سميت حيساً.

• ما المراد بنسائه في قوله (على بعض نسائه)؟

قال الحافظ لم أقف على تعيين اسمها صريحا وأقرب ما يفسر به أم سلمة.

فقد أخرج ابن سعد عن شيخة الواقدي بسنده إلى أم سلمة (قالت لما خطبني النبي -صلى الله عليه وسلم- فذكر قصة تزويجه قالت فأدخلني بيت زينب بنت خزيمة فإذا جرة فيها شيء من شعير فأخذته فطحنته ثم عصدته في البرمة وأخذت شيئاً من إهالة فأدمته فكان ذلك طعام رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

وأخرج ابن سعد أيضاً بإسناد صحيح إلى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث أن أم سلمة أخبرته فذكرت قصة خطبتها وقصة الشعير.

• ماذا نستفيد من أحاديث الباب؟

نستفيد أنه -صلى الله عليه وسلم- لم يكن يتكلف في وليمة الزواج، بل كان يضع ما تيسر.

وجواز التفضيل في وليمة العرس.

• ما الحكمة في تنوع ولائمه -صلى الله عليه وسلم- مع زوجاته؟

قال ابن بطال لم يقع من النبي -صلى الله عليه وسلم- القصد إلى تفضيل بعض النساء على بعض بل باعتبار ما اتفق وأنه لو وجد الشاة في كل منهن لأولم بها لأنه كان أجود الناس، ولكن كان لا يبالغ فيما يتعلق بأمور الدنيا في التأنق.

وقال غيره يجوز أن يكون فعل ذلك لبيان الجواز.

وقال الكرماني: لعل السبب في تفضيل زينب في الوليمة على غيرها كان الشكر لله على ما أنعم به عليه من تزويجه إياها بالوحي. وقال ابن المنير يؤخذ من تفضيل بعض النساء على بعض في الوليمة جواز تخصيص بعضهن دون بعض في الأتحاف والألطاف.

<<  <  ج: ص:  >  >>