١٢٢٢ - وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- (اجْتَنِبُوا هَذِهِ الْقَاذُورَاتِ الَّتِي نَهَى اللَّهُ عَنْهَا، فَمَنْ أَلَمَّ بِهَا فَلْيَسْتَتِرْ بِسِتْرِ اللَّهِ، وَلِيَتُبْ إِلَى اللَّهِ، فَإِنَّهُ مَنْ يُبْدِ لَنَا صَفْحَتَهُ نُقِمْ عَلَيْهِ كِتَابَ اللَّهِ - عز وجل -) رَوَاهُ الْحَاكِمُ، وَهُوَ فِي «الْمُوَطَّإِ» مِنْ مُرْسَلِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَم.
===
(الْقَاذُورَاتِ) أي: المعاصي.
• ما صحة حديث الباب؟
الحديث: صححه الحاكم وابن السكن وابن الملقن.
انظر: " التلخيص الحبير " (٤/ ٥٧) و" خلاصة البدر المنير " لابن الملقِّن.
• ماذا نستفيد من الحديث؟
نستفيد: أن من ألمّ بذنب فالمستحب له أن يستتر ويتوب إلى الله.
قال -صلى الله عليه وسلم- (لَا يَسْتُر اللَّه عَبْدًا فِي الدُّنْيَا إِلَّا سَتَرَهُ اللَّه يَوْم الْقِيَامَة)
قَالَ الْقَاضِي: يَحْتَمِل وَجْهَيْنِ: أَحَدهمَا أَنْ يَسْتُر مَعَاصِيه وَعُيُوبه عَنْ إِذَاعَتهَا فِي أَهْل الْمَوْقِف. وَالثَّانِي تَرْك مُحَاسَبَته عَلَيْهَا، وَتَرْك ذِكْرهَا. قَالَ: وَالْأَوَّل أَظْهَر لِمَا جَاءَ فِي الْحَدِيث الْآخَر "يُقَرِّرهُ بِذُنُوبِهِ يَقُول: سَتَرْتهَا عَلَيْك فِي الدُّنْيَا، وَأَنَا أَغْفِرهَا لَك الْيَوْم. (نووي)
قال الشيخ ابن عثيمين: ولا نقول بالوجوب، لأنه لو كان واجباً لمنع النبي -صلى الله عليه وسلم- من إقرار الذين أقروا عنده بالزنا.
• اذكر بعض الأدلة على وجوب اجتناب المعاصي؟
قال تعالى (وَلَا تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ).
وقال تعالى (وَلَا تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً).
قال -صلى الله عليه وسلم- (ما نهيتكم عنه فانتهوا) متفق عليه.
كان -صلى الله عليه وسلم- يقول (اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب) متفق عليه.
وقال -صلى الله عليه وسلم- ( … والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه) رواه البخاري.
وقال -صلى الله عليه وسلم- (والمهاجر من هجر السيئات).