٣٠٩ - وَعَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ -رضي الله عنه- قَالَ: (اِلْتَفَتَ إِلَيْنَا رَسُولُ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: " إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ: اَلتَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ، وَالطَّيِّبَاتُ، اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا اَلنَّبِيُّ وَرَحْمَةَ اَللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، اَلسَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اَللَّهِ اَلصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اَللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ثُمَّ لِيَتَخَيَّرْ مِنْ اَلدُّعَاءِ أَعْجَبُهُ إِلَيْهِ، فَيَدْعُو) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، وَاللَّفْظُ لِلْبُخَارِيِّ.
وَلِلنَّسَائِيِّ: (كُنَّا نَقُولُ قَبْلِ أَنْ يُفْرَضَ عَلَيْنَا اَلتَّشَهُّدُ).
وَلِأَحْمَدَ: (أَنَّ اَلنَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- عَلَّمَهُ اَلتَّشَهُّد، وَأَمَرَهُ أَنْ يُعَلِّمَهُ اَلنَّاسَ).
٣١٠ - وَلِمُسْلِمٍ: عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنه- قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اَللَّهِ يُعَلِّمُنَا اَلتَّشَهُّدَ: " اَلتَّحِيَّاتُ اَلْمُبَارَكَاتُ اَلصَّلَوَاتُ لِلَّهِ … ) إِلَى آخِرِهِ.
===
(إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ) أي: قعد للتشهد كما تبينه الروايات الأخرى.
(التحيات لله) جمع تحية. قال الحافظ: معناه السلام، وقيل: التحية، وقيل: العظمة، وقال الخطابي والبغوي: المراد بالتحيات أنواع التعظيمات.
(والطيبات) كل ما طاب من قول أو فعل فهو لله، وأما بالنسبة للعباد فإنه لا يقبل إلا الطيب كما في الحديث: (إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً).
(السلام عليك أيها النبي) الدعاء للنبي بالسلامة من كل آفة ومكروه، وهذا شامل من مخاوف الدنيا والآخرة.
(ورحمة الله) دعاء له بالرحمة، وهو يتضمن الدعاء بحصول كل أمر مرغوب فيه.
(وبركاته) جمع بركة، والبركة الخير الكثير المستمر، وبركات الله على نبيه تشمل حال حياته وحال مماته.
(السلام علينا) أي علينا معشر المصلين، وقيل: المصلون ومعهم الملائكة، وقيل: المراد جميع الأمة المحمدية وهذا أقرب.
(عباد الله الصالحين) هذا تعميم. قال ابن حجر: الأشهر في تعريف الصالح أنه القائم بما يجب عليه من حقوق الله وحقوق عباده.
(أعجبه إليه) أي: ليتخير من الدعاء ما يحب.
(عبده) رد على من رفع النبي -صلى الله عليه وسلم- فوق قدره.
(ورسوله) رد على من كذب بالرسول.
• ماذا يسمى هذا التشهد الذي علمه النبي -صلى الله عليه وسلم- لابن مسعود؟ وأين يكون موضعه؟
يسمى التشهد الأول، وموضعه يكون بعد الركعتين.
لقوله -صلى الله عليه وسلم- (إذا جلس أحدكم في الصلاة).
وللنسائي (كنا لا ندري ما نقول في كل ركعتين، وإن محمداً علم مفاتح الخير وخواتيمه، فقال: إذا قعدتم في كل ركعتين
فقولوا … ).
وفي رواية (فقولوا في كل جلسة).
ولابن خزيمة عن عبد الله (علمني رسول الله التشهد في وسط الصلاة).