(حَتَّى تَدْخُلُوا لَيْلًا - يَعْنِي: عِشَاءً -) أي: وقت العشاء.
(لِكَيْ تَمْتَشِطَ) أي: تسرح شعرها.
(اَلشَّعِثَةُ) أي: المتغيرة الحال والهيئة.
(وَتَسْتَحِدَّ) أي: تستعمل الحديدة في شعر العانة، وهو إزالته بالموسى، قال النووي: والمراد هاهنا إزالته كيف كانت.
(اَلْمُغِيبَةُ) أي: التي غاب عنها زوجها.
• ماذا نستفيد من الحديث؟
نستفيد نهي المسافر أن يقدم على زوجته ليلاً بغتة.
• ماذا نستفيد من رواية البخاري (إِذَا أَطَالَ أَحَدُكُمُ الْغَيْبَةَ)؟
نستفيد أن النهي مقيد بطول الغيبة.
قال الحافظ ابن حجر: التقييد فيه بطول الغيبة يشير إلى أن علة النهي إنما توجد حينئذ، فالحكم يدور مع علته وجوداً وعدماً، فلما كان الذي يخرج لحاجته مثلاً نهاراً ويرجع ليلاً لا يتأتى له ما يحذر من الذي يطيل الغيبة كان طول الغيبة مظنة الأمن من الهجوم، فيقع الذي يهجم بعد طول الغيبة غالباً ما يكره، إما أن يجد أهله على غير أهبة من التنظف والتزين المطلوب من المرأة فيكون ذلك سبب النفرة بينهما، وقد أشار إلى ذلك بقوله في حديث الباب الذي بعده بقوله (كي تستحد المغيبة وتمتشط الشعثة) ويؤخذ منه كراهة مباشرة المرأة في الحالة التي تكون فيها غير متنظفة لئلا يطلع منها على ما يكون سبباً لنفرته منها، وإما أن يجدها على حالة غير مرضية، والشرع محرض على الستر، وقد أشار إلى ذلك بقوله (أن يتخونهم ويتطلب عثراتهم) فعلى هذا من أعلم أهله بوصوله وأنه يقدم في وقت كذا مثلاً لا يتناوله هذا النهي، وقد صرح بذلك بن خزيمة في صحيحه ثم ساق من حديث بن عمر قال (قدم النبي -صلى الله عليه وسلم- من غزوة فقال: لا تطرقوا النساء وأرسل من يؤذن الناس إنهم قادمون).