للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الذي وقع، فإن سعداً عمر زمناً طويلاً، حتى ذكر العلماء أنه خلّف سبعة عشر ذكراً واثنتي عشرة بنتاً، وفي رواية (وعسى الله أن يرفعك) أي: يطيل عمرك، وكذلك اتفق، فإنه عاش بعد ذلك أزيد من أربعين سنة، مات بمكة، وكانوا يكرهون الإقامة في الأرض التي هاجروا منها وتركوها لله مع حبهم لها.

• ماذا نستفيد من الحديث؟

نستفيد: تحريم الوصية بأكثر من الثلث لغير الوارث.

وتحرم الوصية في حالتين:

الحال الأولى: بأكثر من الثلث لغير وارث.

لحديث الباب.

وإنما مُنع الموصي من الزيادة على الثلث لأمرين:

أ- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يأذن لسعد إلا بالثلث، فدل على أن الثلث هو النهاية وما زاد فهو ممنوع منه.

ب- أن ما زاد على الثلث داخل في المضارة التي قال الله فيها (من بعد وصية يوصى أو دين غير مضار).

الحال الثانية: لوارث بشيء.

لقوله -صلى الله عليه وسلم- (إن الله أعطى كل ذي حق حقه، فلا وصية لوارث) رواه أبو داود.

• ما حكم الوصية للفقير وورثته بحاجة؟

مكروهة.

لأن هذا يضر بالورثة.

لقوله -صلى الله عليه وسلم- لسعد ( … إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس).

قال العلماء: والوصية تجري فيها الأحكام التكليفية الخمسة:

أ- تحرم: وقد تقدم ذلك.

ب-وتكره: وقد تقدم ذلك.

ج-وتستحب: لمن ترك خيراً وهو المال الكثير.

لقوله تعالى (كتب عليكم إن حضر أحدكم الموت ..... ).

د- وتجب: على من عليه دين، وفي ذمته حقوق ولديه أمانات وعهد، فإنه يجب أن يوضح ذلك كله بالكتابة الواضحة الجلية، التي تحدد الديون إن كانت حالة أو مؤجلة.

هـ-وتجوز: بكل ماله، لمن لا وارث له، وهذا مذهب جمهور العلماء.

<<  <  ج: ص:  >  >>