للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٥٠٨ - وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ اَلصِّدِّيقِ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- (لَا يَدْخُلُ اَلْجَنَّةَ خِبٌّ، وَلَا بَخِيلٌ، وَلَا سَيِّئُ اَلْمَلَكَةِ) أَخْرَجَهُ اَلتِّرْمِذِيُّ، وَفَرَّقَهُ حَدِيثَيْنِ، وَفِي إِسْنَادِهِ ضَعْفٌ.

===

(لَا يَدْخُلُ اَلْجَنَّةَ خِبٌّ) أي: خداع.

(وَلَا سَيِّئُ اَلْمَلَكَةِ) أي: سيئ المعاملة، قال ابن الأثير: يقال: فلان حسن الملَكة إذا كان حسن الصنع إلى مماليكه، وسيئ الملكة: أي: الذي يسيء صحبة المماليك.

[عرف الخداع؟]

قال الرَّاغب: الخِدَاع: إنزال الغير عمَّا هو بصدده بأمر يبديه على خلاف ما يخفيه.

وقال البقاعي: الخِدَاع: إظهار خيرٍ يُتَوَّسل به إلى إبطان شرٍّ، يؤول إليه أمر ذلك الخير المظْهَر.

وقال ابن القيِّم: والمخادعة: هي الاحتيال والمراوغة بإظهار الخير مع إبطان خلافه، ليحصل مقصود المخَاِدع.

[ماذا نستفيد من الحديث؟]

نستفيد التحذير من الخداع، وأن يكون الإنسان خداعاً.

قال تعالى (الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُم).

قال السعدي: (يخبر تعالى عن المنافقين بما كانوا عليه، مِنْ قبيح الصِّفات وشنائع السِّمات، وأنَّ طريقتهم مخادعة الله تعالى، أي: بما أظهروه مِنْ الإيمان وأبطنوه مِنْ الكفران، ظنُّوا أنَّه يروج على الله، ولا يعلمه، ولا يبديه لعباده، والحال أنَّ الله خادعهم، فمجرَّد وجود هذه الحال منهم ومشيهم عليها، خداعٌ لأنفسهم. وأيُّ خِدَاعٍ أعظم ممَّن يسعى سعيًا يعود عليه بالهوان والذُّل والحرمان؟

<<  <  ج: ص:  >  >>