كِتَابُ اَلْجَنَائِزِ
٥٢٩ - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- (أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اَللَّذَّاتِ: اَلْمَوْتِ) رَوَاهُ اَلتِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ.
===
• ما صحة حديث الباب؟
الحديث حسن، وفي إسناده محمد بن عمرو وهو مختلف فيه، والراجح أنه حسن الحديث ما لم يخالف.
(أَكْثِرُوا ذِكْرَ) أي: في نفوسكم، وفيما بينكم.
(هَاذِمِ) بالذال أي: قاطع.
(اَللَّذَّاتِ) أي لذات الدنيا.
• على ماذا يدل حديث الباب؟
الحديث يدل على استحباب الإكثار من ذكر الموت، في نفس الإنسان، وفيما بينه وبين الناس.
• اذكر فوائد الإكثار من الموت؟
يرقق القلب، ويرغب في الآخرة ويحث على الاجتهاد إليها، والنشاط في العبادة، ويرضى بالقليل من الدنيا، ويزهد في الدنيا، ويريح القلب من همّ الدنيا، و يمنع من الأشر والبطر والتوسع من الدنيا، ويحث على التوبة والاستدراك، ويدعو إلى التواضع وترك الكبر والظلم، ويقصر الأمل.
قال -صلى الله عليه وسلم- (كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكر الآخرة) وفي رواية (وترق القلب وتدمع العين).
قال الحسن (من أكثر من ذكر الموت هانت عليه مصائب الدنيا).
وقال بعض السلف: من أكثر من ذكر الموت أكرم بثلاثة أشياء: تعجيل التوبة، وقناعة القلب، والنشاط في العبادة.
• ما مراد النبي -صلى الله عليه وسلم- بالإكثار من ذكر الموت؟
مراد النبي -صلى الله عليه وسلم- من الإكثار من ذكر الموت هو الاستعداد له بالعمل الصالح.
• اذكر ماذا يتضمن الإيمان بالموت؟
الإيمان بالموت يتضمن أموراً:
أولاً: تحتمه على كل من كان في الدنيا من أهل السماوات والأرض من الإنس والجن والملائكة.
قال تعالى: (كل شيء هالك إلا وجهه).
وقال تعالى: (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام).
وقال تعالى: (كل نفس ذائقة الموت).