إذَا ثَبَتَ هَذَا، فَإِنَّهُ إذَا تَزَوَّجَ لَمْ يَصِحَّ تَزْوِيجُهُ .... (المغني)
[ما المراد بالظل في قوله (أظله الله في ظله)؟]
اختلف العلماء في المراد في هذا الظل:
القول الأول: المراد في ظل عرشه.
وإلى هذا ذهب الطحاوي، وابن رجب، والقرطبي، وابن حجر، وهو ظاهر صنيع ابن منده، والسيوطي، وحافظ حكمي.
ويدل عليه:
أ-حديث سلمان عند سعيد بن منصور بإسناد حسن (سبعة يظلهم الله في ظل عرشه … ) وحسن إسناده ابن حجر، والعيني، والسيوطي.
ب- أن الظل جاء مضافاً إلى العرش في عدة أحاديث غير هذا:
كحديث (من أنظر معسراً أو وضع عنه، أظله الله يوم القيامة تحت ظل عرشه … ) رواه الترمذي.
وحديث (المتحابون في الله على منابر من نور في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله).
القول الثاني: المراد بالظل المضاف إلى الله في الحديث رحمته.
وإلى هذا ذهب ابن عبد البر في أحد قوليه، وذكره البغوي، والبيهقي وغيرهما.
وأصحاب هذا القول، منهم من يفسر الرحمة بدخول الجنة كابن عبد البر، ومنهم من يفسرها بالرعاية والكرامة والحماية، كما يقال: أسبل الأمير أو الوزير ظله على فلان، بمعنى الرعاية والحماية.
وممن فسرها بهذا: عيسى بن دينار، والبيهقي، والبغوي، والقاضي عياض.
القول الثالث: أن المراد بالظل في الحديث: ظل يخلقه الله، لأنه في ذلك الوقت لا يوجد شيء يظل الخلائق من الشمس، فلا بناء ولا شجر ولا رمال ولا حجر، إلا ما يخلقه الله تعالى.
وهذا اختيار الشيخ ابن عثيمين.
والراجح الأول.