للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

١٣٦١ - عَنْ اِبْنِ عُمَرَ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا، - عَنْ رَسُولِ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- (أَنَّهُ أَدْرَكَ عُمَرَ بْنَ اَلْخَطَّابِ فِي رَكْبٍ، وَعُمَرَ يَحْلِفُ بِأَبِيهِ، فَنَادَاهُمْ رَسُولُ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَلَا إِنَّ اَللَّهَ يَنْهَاكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ، فَمَنْ كَانَ حَالِفاً فَلْيَحْلِفْ بِاَللَّهِ، أَوْ لِيَصْمُتْ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

١٣٦٢ - وَفِي رِوَايَةٍ لِأَبِي دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيِّ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - (لَا تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ، وَلَا بِأُمَّهَاتِكُمْ، وَلَا بِالْأَنْدَادِ، وَلَا تَحْلِفُوا إِلَّا بِاَللَّهِ، وَلَا تَحْلِفُوا بِاَللَّهِ إِلَّا وَأَنْتُمْ صَادِقُونَ).

===

(فَمَنْ كَانَ حَالِفاً) أي: مريداً للحلف، وفي حديث ابْنَ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- (مَنْ كَانَ حَالِفًا فَلَا يَحْلِفْ إِلاَّ بِاللَّهِ) وَكَانَتْ قُرَيْشٌ تَحْلِفُ بِآبَائِهَا فَقَالَ (لَا تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ).

(وَلَا بِالْأَنْدَادِ) المراد به الأصنام والأوثان، وكل ما عبد من دون الله.

• ماذا نستفيد من الحديث؟

نستفيد تحريم الحلف بغير الله تعالى.

أ- لحديث الباب ( … أَلَا إِنَّ اَللَّهَ يَنْهَاكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ … ).

قال عمر (فوالله ما حلفت بها منذ سمعت النبي ذاكراً أو آثراً).

[ذاكراً] أي عامداً [آثراً] أي حاكياً عن الغير، والمعنى: أي ما حلفت بها، ولا حكيت ذلك عن غيري. (الفتح).

ب-ولحديث الباب الثاني (لَا تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ، وَلَا بِأُمَّهَاتِكُمْ، وَلَا بِالْأَنْدَادِ).

ج- وعن ابن عمر. قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك) رواه أبوداود.

ج-وعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- (لَا تَحْلِفُوا بِالطَّوَاغِى وَلَا بِآبَائِكُم) رواه مسلم.

د- وعن ابن مسعود قال (لأن أحلف بالله كاذباً أحب إليّ أن أحلف بغيره صادقاً) رواه عبدالرزاق.

لأن الحلف بغير الله شرك، والحلف بالله محرم إذا كان الحالف كاذباً.

قال ابن عبد البر: لا يجوز الحلف بغير الله إجماعاً.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: وأما الحلف بغير الله من الملائكة والأنبياء والمشايخ والملوك وغيرهم فإنه منهي عنه غير منعقد باتفاق الأئمة.

• لماذا خص حديث عمر النهي عن الحلف بغير الله بالآباء؟

وإنما خصّ في حديث عمر بالآباء لأمرين:

الأول: لوروده على سبب، وهو أنه -صلى الله عليه وسلم- مرّ به، وهو يحلف بأبيه، فقال له ذلك.

الثاني: أو خصّ لكونه غالبًا عليهم، كما بيّنه في هذه الرواية بقوله (وكانت قريش تحلف بآبائها) ويدلّ على التعميم قوله: من كان حالفًا، فلا يحلف إلا باللَّه.

<<  <  ج: ص:  >  >>