٧٤٨ - وَعَنْ اِبْنِ عُمَرَ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا: (أَنَّهُ كَانَ لَا يَقْدُمُ مَكَّةَ إِلَّا بَاتَ بِذِي طُوَى حَتَّى يُصْبِحَ وَيَغْتَسِلَ، وَيَذْكُرُ ذَلِكَ عِنْدَ اَلنَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
===
(إِلَّا بَاتَ بِذِي طُوَى) قال النووي: هو موضع معروف بقرب مكة.
(حَتَّى يُصْبِحَ وَيَغْتَسِلَ) ولمسلم (ثم يدخل مكة نهاراً).
• ما حكم الاغتسال عند دخول مكة؟
مستحب.
قال في فتح الباري: الاغتسال عند دخول مكة مستحب عند جميع العلماء.
أ- لحديث الباب.
ب- ولحديث ابن عمر قال (اغتسل النبي -صلى الله عليه وسلم- لدخول مكة بفخ) رواه الترمذي، وفيه ضعف.
ج-وقد جاء عند الحاكم عن ابن عمر قال: (من السنة أن يغتسل عند إحرامه وعند دخول مكة).
د- أن مكة مجمع أهل النسك، فإذا قصدها استحب له الاغتسال، كالخارج إلى الجمعة.
• هل الاغتسال مستحب للمحرم فقط أو حتى للحلال إذا أراد دخول مكة؟
اختلف العلماء في ذلك على قولين:
القول الأول: أنه يسن لغير المحرم.
وهو مذهب الحنفية، والشافعية، وظاهر كلام الحنابلة.
وقد جاء عند الحاكم عن ابن عمر قال (من السنة أن يغتسل عند إحرامه وعند دخول مكة).
القول الثاني: أنه لا يسن.
وهو قول لبعض العلماء.
والراجح الأول.
• ما الأفضل لدخول مكة نهاراً أم ليلاً؟
اختلف العلماء في ذلك على أقوال:
القول الأول: النهار أفضل.
وهذا مذهب الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة.
لحديث الباب.
وجه الدلالة: كون النبي -صلى الله عليه وسلم- يبيت بذي طوى ويؤخر الدخول إلى النهار، دليل على أن الدخول نهاراً أفضل، وقد كان هذا في حجة الوداع، وقد قال -صلى الله عليه وسلم- (لتأخذوا عني مناسككم).
ب- أن الدخول نهاراً أعون للداخل، وأرفق به، وأقرب إلى مراعاة الأمور المشروعة له على أكمل وجوهها، وأسلم له من التأذي والإيذاء.