للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٥٩٠ - وَعَنْ جَابِرٍ -رضي الله عنه- أَنَّ اَلنَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ (لَا تَدْفِنُوا مَوْتَاكُمْ بِاللَّيْلِ إِلَّا أَنْ تُضْطَرُّوا) أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَه. وَأَصْلُهُ فِي "مُسْلِمٍ"، لَكِنْ قَالَ (زَجَرَ أَنْ يُقْبَرَ اَلرَّجُلُ بِاللَّيْلِ، حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهِ).

===

• ما صحة حديث الباب؟

الحديث رواه ابن ماجه من طريق إبراهيم بن يزيد المكي عن أبي الزبير عن جابر به.

وإبراهيم بن يزيد الخُوزِي، قال أحمد: متروك الحديث. وقال ابن معين: ليس بثقة.

• اذكر أصل الحديث كما في صحيح مسلم؟

عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ (أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- خَطَبَ يَوْماً فَذَكَرَ رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِهِ قُبِضَ فَكُفِّنَ فِي كَفَنٍ غَيْرِ طَائِلٍ وَقُبِرَ لَيْلاً فَزَجَرَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- أَنْ يُقْبَرَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهِ إِلاَّ أَنْ يُضْطَرَّ إِنْسَانٌ إِلَى ذَلِكَ وَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: إِذَا كَفَّنَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُحَسِّنْ كَفَنَه).

• ما حكم دفن الميت ليلاً؟

اختلف العلماء في هذه المسألة على أقوال:

القول الأول: أنه لا يجوز إلا لضرورة.

وهذا مذهب ابن حزم.

لحديث الباب.

القول الثاني: أنه يجوز من غير كراهة.

وهذا مذهب الجمهور.

قال النووي: وهذا هو قول جماهير العلماء من السلف والخلف.

أ- لحديث ابْنِ عَبَّاسٍ (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مَرَّ بِقَبْرٍ قَدْ دُفِنَ لَيْلاً فَقَالَ «مَتَى دُفِنَ هَذَا». قَالُوا الْبَارِحَةَ. قَالَ: أَفَلَا آذَنْتُمُونِي، قَالُوا دَفَنَّاهُ فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ فَكَرِهْنَا أَنْ نُوقِظَكَ. فَقَامَ فَصَفَفْنَا خَلْفَهُ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَأَنَا فِيهِمْ فَصَلَّى عَلَيْه) رواه البخاري.

وجه الدلالة: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم ينكر على الصحابة دفنهم إياه بالليل، وإنما أنكر عليهم عدم إعلامهم بأمره.

ب-ولحديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال (أن امرأة سوداء كانت تقم المسجد - وفي رواية: كانت تلتقط الخرق والعيدان من المسجد - ففقدها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسأل عنها فقالوا: ماتت، قال: أفلا كنتم آذنتموني؟ قال: فكأنهم صغروا أمرها، وفي رواية: قالوا: ماتت من الليل ودفنت فكرهنا أن نوقظك، فقال: دلوني على قبرها، فدلوه فصلى عليها ثم قال: إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها وإن الله عز وجل ينورها لهم بصلاتي عليهم) متفق عليه، والرواية التي فيها وجد الشاهد عند البيهقي.

قال ابن عبد البر: في الحديث دليل واضح على جواز الدفن بالليل.

ووجه الدلالة كسابقه من حيث إقرار النبي -صلى الله عليه وسلم- وعدم إنكاره على الصحابة الدفن بالليل.

ج-أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دفن ليلاً.

عن عائشة قالت: (ما علمنا بدفن النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى سمعنا صوت المساحي من آخر الليل ليلة الأربعاء … ) رواه أحمد.

قال الطحاوي: … وهذا بحضرة أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- لا ينكره أحد منهم.

د-أن أبا بكر -رضي الله عنه- دفن ليلاً.

<<  <  ج: ص:  >  >>