١٤٨٧ - وَعَنْ اِبْنِ مَسْعُودٍ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- (سِبَابُ اَلْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
===
(سباب) السباب بمعنى السب وهو الشتم والتكلم في عرض الإنسان بما يعيبه.
(فسوق) الفسق في اللغة الخروج، وفي الشرع: الخروج عن طاعة الله، وهو أشد من العصيان، قال تعالى (وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ).
[ماذا نستفيد من الحديث؟]
تحريم سباب المسلم وشتمه وقتاله.
[اذكر خطر اللعن؟]
أن لعن المؤمن كقتله.
قال -صلى الله عليه وسلم- (ولعن المؤمن كقتله) متفق عليه.
وليس هو من صفات المؤمن.
قال -صلى الله عليه وسلم- (ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء) رواه الترمذي.
وسباب المسلم فسوق.
كما في حديث الباب (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر).
وكثرة اللعن من أسباب دخول النار.
قال -صلى الله عليه وسلم- (مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ، فَإِنِّي أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ! فَقُلْنَ: وَبِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ).
واللعن ليس من صفات أهل الصدق والتقى.
لحديث أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ (لَا يَنْبَغِي لِصِدِّيقٍ أَنْ يَكُونَ لَعَّانًا) رواه مسلم.
اللعن من أسباب عدم الشفاعة.
لحديث أَبِى الدَّرْدَاءِ قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ (إِنَّ اللَّعَّانِينَ لَا يَكُونُونَ شُهَدَاءَ وَلَا شُفَعَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) رواه مسلم.
قال الصنعاني: والحديث إخبار بأن كثيري اللعن ليس لهم عند الله قبول شفاعة يوم القيامة، أي: لا يشفعون حين يشفع المؤمنون في إخوانهم.
ومعنى: ولا شهداء:
قيل: لا يكونون يوم القيامة شهداء على تبليغ الأمم رسلهم إليهم الرسالات.
وقيل: لا يكونون شهداء في الدنيا ولا تقبل شهادتهم لفسقهم لأن إكثار اللعن من أدلة التساهل في الدين.
وقيل: لا يرزقون الشهادة وهي القتل في سبيل الله. (سبل السلام).