٥٢٣ - وَعَنْ عَلِيٍّ -رضي الله عنه- قَالَ (كَسَانِي اَلنَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- حُلَّةً سِيَرَاءَ، فَخَرَجْتُ فِيهَا، فَرَأَيْتُ اَلْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ، فَشَقَقْتُهَا بَيْنَ نِسَائِي) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، وَهَذَا لَفْظُ مُسْلِمٍ.
===
(كَسَانِي اَلنَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- أي: أعطاني وليس معناه ألبسني.
(حُلَّةً) الحلة إزار ورداء.
(سِيَرَاءَ) ثوب مضلع بالحرير.
(فَخَرَجْتُ فِيهَا) جاء في رواية (فلبستها).
(فَرَأَيْتُ اَلْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ) أي: أثره، لأن الغضب ليس شيئاً محسوساً، وقد جاء في رواية لمسلم (فقال: إني لم أبعث بها إليك لتلبسها، إنما بعثت بها إليك لتشققها حمراً بين النساء)، وفي رواية أخرى (شققها حمراً بين الفواطم).
• ماذا نستفيد من الحديث؟
نستفيد: تحريم الحرير على الرجال.
ونستفيد: حل الحرير على النساء.
• ما معنى قوله (فَرَأَيْتُ اَلْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ)؟
أي: أثره، لأمرين:
الأول: أن الغضب ليس شيئاً محسوساً.
الثاني: أن الغضب محله القلب وليس الوجه.
• هل السيراء كانت حريراً صرفاً أم لا؟
اختلف العلماء في ذلك على قولين:
فقيل: لم تكن حريراً صِرفاً.
واختار هذا الحافظ ابن حجر.
وقيل: كانت حريراً خالصاً.
واختاره النووي. ويدل لذلك:
ما رواه علي نفسه: (أن أُكيْدر دُومة أهدى إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ثوب حرير، فأعطاه علياً، فقال: شقِّقه حُمُراً بين الفواطم) رواه مسلم.
قال النووي: الحلة كانت حريراً محضاً، وهو الصحيح الذي يتعين القول به … ولأنها هي المحرمة، أما المختلط من حرير وغيره فلا يحرم إلا أن يكون الحرير أكثر.