للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• ما الحكمة من الاستعاذة من الشياطين قبل دخول الخلاء؟

الحكمة أن هذه الأماكن تحضرها الشياطين.

كما في حديث زيد بن أرقم. قال: قال -صلى الله عليه وسلم- (إن هذه الحشوش محتضَرة، فإذا أتى أحدكم الخلاء فليقل: أعوذ بالله من الخبث والخبائث) رواه أبو داود.

الحشوش: أماكن قضاء الحاجة. محتضرة: تحضرها الشياطين.

جاء في الموسوعة الفقهية (٤/ ١٠): قال الحطّاب: وخصّ هذا الموضع بالاستعاذة لوجهين:

الأوّل: بأنّه خلاءٌ، وللشّياطين بقدرة اللّه تعالى تسلّطٌ بالخلاء ما ليس لهم في الملأ.

الثّاني: أنّ موضع الخلاء قذرٌ ينزّه ذكر اللّه تعالى فيه عن جريانه على اللّسان، فيغتنم الشّيطان عدم ذكره، لأنّ ذكر اللّه تعالى يطرده، فأمر بالاستعاذة قبل ذلك ليعقدها عصمةً بينه وبين الشّيطان حتّى يخرج.

وقال الشيخ ابن عثيمين: فائدة هذه الاستعاذة: الالتجاء إلى الله عز وجل من الخبث والخبائث لأن هذا المكان خبيث، والخبيث مأوى الخبثاء فهو مأوى الشياطين فصار من المناسب إذا أراد دخول الخلاء أن يقول: أعوذ بالله من الخبث والخبائث حتى لا يصيبه الخبث وهو الشر، ولا الخبائث وهو النفوس الشريرة. (الشرح الممتع).

• هل يقال هذا الدعاء حتى لو دخل الخلاء لغير قضاء الحاجة؟

نعم.

فإن العلة تقتضي من المسلم أن يحافظ على الاستعاذة عند كل دخول للخلاء، سواء كان بقصد قضاء الحاجة، أو كان لغير ذلك من الأمور التي يستعمل الناس اليوم لها دورات المياه من أمور النظافة المتنوعة، وبذلك يحفظ المسلم نفسه من أذى الشياطين.

جاء في "المغني" (١/ ١٩٠) قال أحمد: يقول إذا دخل الخلاء: أعوذ بالله من الخبث والخبائث، وما دخلت قط المُتَوَضَّأ [يعني: مكان الوضوء] ولم أقلها إلا أصابني ما أكره.

• ما الحكم إذا نسي أن يقول هذا الذكر؟

قيل: يرجع ويقوله.

وقيل: إنه سنة فات محلها، وهذا أرجح.

• هل لابد من هذا الذكر النطق باللسان؟

نعم، لابد من هذا الذكر النطق باللسان، فلا يكفي إمراره بنفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>