للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

القول الثاني: أنه سنة غير واجب.

وهذا مذهب جمهور العلماء.

والصارف عن الوجوب:

أ- لحديث أنس قال: (كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا طلع الفجر يستمع الأذان، فإن سمع أذاناً أمسك وإلا أغار، فسمع رجلاً يقول: الله أكبر الله أكبر، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: على الفطرة، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: خرجت من النار، فنظروا فإذا هو راعي معزى) رواه مسلم.

قالوا: إن ظاهر الحديث يدل على أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يتابع المؤذن.

ب-ولقوله -صلى الله عليه وسلم- (إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم).

وجه الدلالة: أن المقام مقام تعليم، والحاجة تدعوا إلى بيان كل ما يحتاج إليه، وهؤلاء وفد قد لا يكون عندهم علم بما قاله النبي -صلى الله عليه وسلم- في متابعة المؤذن، فلما ترك النبي -صلى الله عليه وسلم- التنبيه على ذلك مع دعاء الحاجة إليه، دلَّ على أن الإجابة ليست واجبة. [الشرح الممتع]

وهذا القول هو الراجح.

• ماذا أجاب أصحاب القول الأول عن حديث صاحب المعزى؟

قالوا: يجاب عنه من وجهين:

الأول: ليس في الحديث أنه لم يقل مثل ما قال، فقد يكون قاله ولم ينقله الراوي اكتفاء بالعادة، ونقل القول الزائد.

الثاني: يحتمل أن يكون الأمر بالإجابة بعد هذه القضية، أو أن يكون قاله لكن بصوت منخفض لم يسمع.

• هل السامع يجيب المؤذن في كل جمل الأذان؟

ظاهر الحديث أن السامع يجيب المؤذن بمثل ما يقول في كل جمل الأذان، لقوله (مثل ما يقول المؤذن).

لكن ذهب جمهور العلماء إلى أن المجيب يقول كما يقول المؤذن إلا في الحيعلتين فإنه يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله.

لحديث عمر السابق ( … ثُمَّ قَالَ حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ. قَالَ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ. ثُمَّ قَالَ حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ. قَالَ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّه … ).

وهذا الحديث صريح في القول مثل ما يقول المؤذن إلى آخر الأذان، إلا عند الحيعلة فلا يقولها، وإنما يحوقل.

ولأن المعنى مناسب لإجابة الحيعلة بالحوقلة، فإن السامع يجيب المؤذن بمثل ما يقول من ألفاظ الذكر والثناء على الله، وأما في النداء إلى حضور الصلاة بـ (حي على الصلاة حي على الفلاح) فهذا دعاء ونداء، فالمناسب أن يظهر العبد أنه عاجز عن حضور الجماعة والقيام بها إلا إذا قوّاه الله تعالى وأعانه، فهو يقول: أنا أجيب هذا النداء وأحضر الجماعة ولكن بحول الله وقوته وإعانته وتوفيقه.

<<  <  ج: ص:  >  >>