للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فائدة:

قال النووي: قوله -صلى الله عليه وسلم- في الرقاب (أفضلها أنفسها عند أهلها وأكثرها ثمناً) فالمراد به والله أعلم إذا أراد أن يعتق رقبة واحدة، أما اذا كان معه ألف درهم وأمكن أن يشترى بها رقبتين مفضولتين أو رقبة نفيسة مثمنة فالرقبتان أفضل وهذا بخلاف الأضحية فان التضحية بشاة سمينة أفضل من التضحية بشاتين دونها في السمن.

قال في "الفتح" بعدما ذكر نحو هذا: والذي يظهر أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص، فربّ شخص واحد إذا أُعتق انتفع بالعتق، وانتفع به أضعاف ما يَحصُل من النفع بعتق أكثر عددًا منه، وربّ محتاج إلى كثرة اللحم لتفرقته على المحاويج الذين ينتفعون به أكثر مما ينتفع هو بطيب اللحم.

فالضابط أن ما كان أكثر نفعًا كان أفضل، سواء قلّ أو كثر، واحْتُجّ به لمالك في أن عتق الرقبة الكافرة إذا كانت أغلى ثمنًا من المسلمة أفضل، وخالفه أصبغ وغيره، وقالوا: المراد بقوله: "أغلى ثمنًا" من المسلمين.

ويؤيّد ما قالوه حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعًا: "أيما رجل أعتق امرءًا مسلمًا، استنقذ الله بكلّ عضو منه عضوًا منه من النار. (الفتح)

[اذكر بعض الفوائد العامة من الحديث؟]

- أن الإيمان أفضل الأعمال على الإطلاق.

- فضل الجهاد وأنه من أفضل الأعمال وهو بعد الإيمان، قال ابن حبان: الواو في حديث أبي ذر هذا بمعنى (ثم)، وقد تقدم الجمع بين الأحاديث المختلفة في تفضيل الأعمال.

- أن الأعمال الصالحة بعضها أفضل من بعض.

- حرص الصحابة على الخير، حيث كانوا يسألون من أجل العمل.

- علو الهمة، لسؤالهم أي العمل أفضل؟

- أن أفضل الرقاب عتقاً ما كان نفيساً غالياً عند أهله.

قال الحافظ ابن حجر: فإن عتق مثل ذلك ما يقع غالباً إلا خالصاً وهو كقوله تعالى (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ).

- فضل الثقة بوعد الله وأجره العظيم.

- من علامات قوة الإيمان بذل المال في سبيل الله ثقة بوعد الله بالخلف.

- فضل الكرم والسخاء.

- مصداق قوله -صلى الله عليه وسلم-: (ما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم).

<<  <  ج: ص:  >  >>