للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فهذه عقوبةُ الكبرِ في الثراءِ واللباسِ والتفاخر على الناسِ. فمن مَظَاهِرِ الْكِبْرِ الِاخْتِيَالُ فِي الْمَشْيِ: وَهُوَ يَعْنِي التَّبَخْتُرَ وَالتَّعَالِيَ فِي الْمِشْيَةِ وَكَمَا يَكُونُ الِاخْتِيَالُ بِاللِّبَاسِ الْفَاخِرِ يَكُونُ أَيْضًا بِفُرُشِ الْبُيُوتِ، وَبِرُكُوبِ السَّيَّارَاتِ الْفَاخِرَةِ.

ومما يدخلُ تحت هذه الآيةِ قولهُ تعالى (وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا).

قَالَ قَتَادَة: تِلْكَ وَاَللَّه أُمْنِيَة الْفَاجِر كَثْرَة الْمَال وَعِزَّة النَّفَر.

اذكر بعض أقوال السلف؟

قال مسروق: كفى بالمرء جهلاً أن يعجب بعمله.

وقال بعضهم: إذا رأيت الرجل لجوجاً ممارياً معجباً برأيه فقد تمت خسارته.

وعن محمد بن علي قال: ما دخل قلب امرئ من الكبر شيء إلا نقص من عقله مقدار ذلك.

قال مطرف بن عبد الله: لأن أبيت نائماً وأصبح نائماً أحب إليّ من أن أبيت قائماً وأصبح معجباً.

قال الذهبي: لا أفلح والله من زكى نفسه أو أعجبته.

قال أبو سليمان الداراني: من رأى لنفسه قيمة لم يذق حلاوة الخدمة.

قال أبو بكر: لا يحقرن أحدٌ أحداً من المسلمين، فإن صغير المسلمين عند الله كبير.

وقال الأحنف بن قيس: ما تكبر أحد إلا من ذلة يجدها في نفسه.

وقال مالك بن دينار: كيف يتكبر من أوله نطفة مذِرَة، وآخره جيفة قَذِرَة، وهو فيما بين ذلك حامل عَذِرة.

وقال حاتم الأصم: أصل المصيبة ثلاثة أشياء: الكبر، والحرص، والحسد.

يا ابنَ الترابِ ومأكولَ الترابِ غداً … أقصِرْ فإنك مأكولٌ ومشروبُ.

وقال عمر بن عبد العزيز: إنه ليمنعني من كثير من الكلام مخافة المباهاة.

<<  <  ج: ص:  >  >>