هذا الحديث صححه الترمذي وابن خزيمة وابن حبان والحاكم.
وقد جاء في مسند الإمام أحمد وجامع الترمذي من حديث أنس قال (كان رسول -صلى الله عليه وسلم- يفطر على رطبات، فإن لم تكن فعلى تمرات، فإن لم تكن حسا حسَوات من ماء).
• ماذا نستفيد من الحديث؟
ففي هذا الحديث استحباب الفطر على رطب، فإن لم يجد فتمر، فإن لم يجد فماء. (فالمراحل ثلاث).
• هل هذا الأمر للوجوب أو للاستحباب؟
هذا الأمر بالحديث للاستحباب.
ويدل لذلك حديث ابن أبي أوفى قال:(سرنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو صائم، فلما غربت الشمس قال: انزل فاجدح لنا، قال: يا رسول الله، لو أمسيت … ).
قوله (فاجدح) بالجيم ثم بالحاء، والجدح تحريك السويق ونحوه بالماء بعود يقال له المجدح.
قال ابن حجر: وشذ ابن حزم فأوجب الفطر على التمر وإلا فعلى الماء.
• ما الحكمة من الفطر على التمر:
قال ابن القيم رحمه الله: وكان يحض على الفطر بالتمر، فإن لم يجد فعلى الماء، هذا من كمال شفقته على أمته ونصحهم، فإن إعطاء الطبيعة الشيء الحلو مع خلو المعدة، أدعى إلى قبوله، وانتفاع القوى به، … وأما الماء فإن الكبد يحصل لها بالصوم نوع يبس، فإذا رطبت بالماء كمل انتفاعها بالغذاء بعده، ولهذا كان أولى بالظمآن الجائع، أن يبدأ قبل الأكل بشرب قليل من الماء، ثم يأكل بعده ".
وقال الشوكاني: وإنما شرع الإفطار بالتمر لأنه حلو، وكل حلو يقوي البصر الذي يضعف بالصوم، وهذا أحسن ما قيل في المناسبة وبيان وجه الحكمة.