للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• ما حكم أن ينوي الإنسان بصدقته أو زكاته نماء ماله فقط؟

لا بأس بذلك.

وقد نبه الله على مثل ذلك في قول نوح عليه السلام لقومه: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مُدْرَاراً)، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- (ما نقصت صدقة من مال). وقال -صلى الله عليه وسلم- (من أحب أن يُنسأ له في أثره، ويبسط له في رزقه فليصل رحمه)، ولم يجعل الله عز وجل هذه الفوائد الدنيوية إلا ترغيباً للناس، وإذا كانوا يرغبون فيها فسوف يقصدونها، لكن من قصد الآخرة حصلت له الدنيا والآخرة، كما قال تعالى: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ)، يعني نعطيه الدنيا والآخرة، أما الاقتصار في أداء العبادة على رجاء الفوائد الدنيوية فقط فلا شك أن هذا قصور في النية سببه تعظيم الدنيا ومحبتها في قلب من يفعل ذلك .... (لقاءات الباب المفتوح).

• اشرح معاني الكلمات في الحديثين؟

قوله (سبعة) هذا لا يدل على الحصر، بدليل أنه جاءت أحاديث فيها بعض الأعمال (غير المذكورة في الحديث) فيها هذا الفضل.

كحديث: (من نظر معسراً أو وضع عنه أظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله) رواه مسلم.

قوله (يظلهم في ظله) اختلف العلماء في المراد في هذا الظل:

قيل: إضافة الظل إلى الله إضافة ملك، وكل ظل فهو ملكه.

وقيل: المراد: أنه بظله كرامته وحمايته، كما يقال: فلان في ظل الملك.

وقيل: المراد في ظل عرشه، وبه جزم القرطبي.

قوله (إمام عادل) فيه فضل الإمام إذا كان عادلاً.

والمراد به صاحب الولاية العظمى، ويلتحق به كل من ولي شيئاً من أمور المسلمين فعدل فيه.

قال الحافظ: وأحن ما فسر به العادل أنه الذي يتبع أمر الله بوضع كل شيء في موضعه من غير إفراط ولا تفريط.

- قدمه في الذكر لعموم النفع به.

قوله (وشاب نشأ في طاعة الله) خص الشاب لأنه مظنة غلبة الشهوة لما فيه من قوة الباعث على متابعة الهوى، فإن ملازمة العبادة مع ذلك أشد وأدل على غلبة التقوى.

قوله (ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال) المراد بالمنصب الأصل والشرف.

وصفها بأكمل الأوصاف التي جرت العادة بمزيد الرغبة لمن تحصل فيه وهو المنصب الذي يستلزمه الجاه والمال مع الجمال.

قوله (دعته) قيل: دعته إلى الفاحشة. وقيل: دعته إلى التزوج بها فخاف أن يشتغل عن العبادة بالافتتان بها.

والأول أصح، ويؤيده وجود الكناية في قوله (إلى نفسها) ولو كان المراد التزويج لصرح به.

ففي هذا فضل الخوف من الله، وفضل العفاف.

وقد قال يوسف: (مَعَاذَ اللَّهِ). وقال: (السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ).

<<  <  ج: ص:  >  >>