١١٦٣ - وَعَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ: (قُلْتُ لَعَلِيٍّ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا: هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ مِنْ اَلْوَحْيِ غَيْرَ اَلْقُرْآن؟ قَالَ (لَا وَاَلَّذِي فَلَقَ اَلْحَبَّةَ وَبَرَأَ اَلنِّسْمَةَ، إِلَّا فَهْمٌ يُعْطِيهِ اَللَّهُ رَجُلًا فِي اَلْقُرْآنِ، وَمَا فِي هَذِهِ اَلصَّحِيفَةِ. قُلْتُ: وَمَا فِي هَذِهِ اَلصَّحِيفَة؟ قَالَ: "اَلْعَقْلُ، وَفِكَاكُ اَلْأَسِيرِ، وَلَا يُقْتَلُ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ) رَوَاهُ اَلْبُخَارِيُّ.
١١٦٤ - وَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ: مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ عَلِيٍّ وَقَالَ فِيهِ (اَلْمُؤْمِنُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ، وَيَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ، وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ، وَلَا يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ، وَلَا ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ) وَصَحَّحَهُ اَلْحَاكِمُ.
===
(وَعَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ) وهب بن عبد الله السُّوائي، الصحابي المشهور، ويقال له: وهب الخير، وصحب علياً، مات سنة (٧٤).
(هل عندكم) الخطاب لعلي، وساقه بالجمع: إما لإرادته مع بقية أهل البيت، أو للتعظيم، قال العلماء: وإنما سأله أبو جحيفة عن ذلك، لأن جماعة من الشيعة كانوا يزعمون أن عند أهل البيت، لا سيما علياً أشياء من الوحي، خصهم النبي -صلى الله عليه وسلم- بها، لم يُطلع غيرهم عليها. وقد سأل علياً عن هذه المسألة أيضاً قيس بن عُبَاد، والأشتر النخعي، وحديثهما في سنن النسائي.
(شيء من الوحي غير القرآن) أي شيء مكتوب، وإلا فلا شك أنه كان عنده أكثر مما ذُكر.
(لا) أي: لا شيء عندنا.
(فلق الحبة) أي: شقها وأخرج منها النبات.
(وبرأ) بفتح الباء والراء خلق.
(النَسَمَة) هي النفس. كل دابة فيها روح فهي نسمة.
(إلا فهم) ليس عندنا شيء إلا فهم، والفهم: هو جودة الذهن واستعداده للاستنباط. وجاء في رواية (ما عندنا إلا ما في القرآن، إلا فهماً يُعطَى رجلٌ في كتاب) والمعنى: لكن إن أعطى الله رجلاً فهماً في كتابه، فهو يقدر على الاستنباط، وقد روى أحمد بإسناد حسن من طريق طارق بن شهاب. قال (شهدت علياً على المنبر وهو يقول: والله ما عندنا كتاب نقرأه عليكم، إلا كتاب الله، وهذه الصحيفة).
(وما في هذه الصحيفة) أي: وما في هذه الورقة. (وهذه) كانت في قراب سيفه: القراب: بكسر القاء هو وعاء يوضع به السيف وخمائله، فقد جاء عند النسائي (فأخرج كتاباً من قراب سيفه).
(العقل) هي الدية، والمراد أحكامها ومقاديرها وأصنافها.
سميت عقلاً: لأن أولياء القاتل كانوا يأتون بالدية؛ وهي الإبل ويربطونها بالعقال في فناء أولياء المقتول.
(فكاك الأسير) أي: وفيها مل يتعلق بإطلاقه وتخليصه من الأسر والحث على هذا.