القسم الأول: أن يبكي من خشية الله، وقد غلب عليه ولا يقدر على دفعه.
فهذا لا يبطل الصلاة.
أ-لأن عمر كان يبكي حتى يسمع نشيجه من وراء الصفوف. رواه البخاري
ب- ولأنه لا يستطيع دفعه.
القسم الثاني: أن يبكي من خشية الله، لكن يستطيع أن يدفعه.
فقيل: تبطل.
وقيل: لا تبطل، وهذا هو الصحيح.
• ما حكم البكاء في الصلاة لغير خشية الله، كأن يأتيه خبر وهو يصلي بأن فلاناً قد مات فيبكي؟
قيل: تبطل الصلاة إن ظهر منه حرفان.
وهذا المشهور من مذهب الحنابلة وهو قول مالك وأبي حنيفة.
وقيل: إن غلبه البكاء ولم يستطع دفعه فصلاته لا تبطل.
وهذا اختيار ابن تيمية رحمه الله.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: البكاء في الصلاة إذا كان من خشية الله عز وجل والخوف منه وتذكر الإنسان أمور الآخرة وما يمر به في القرآن الكريم من آيات الوعد والوعيد فإنه لا يبطل الصلاة. وأما إذا كان البكاء لتذكر مصيبة نزلت به أو ما أشبه ذلك فإنه يبطل الصلاة؛ لأنه حدث لأمر خارج عن الصلاة، وعليه أن يحاول علاج نفسه من هذا البكاء حتى لا يتعرض لبطلان صلاته، ويشرع له أن لا يكون في صلاته مهتماً بغير ما يتعلق بها فلا يفكر في الأمور الأخرى؛ لأن التفكير في غير ما يتعلق بالصلاة في حال الصلاة ينقصها كثيراً.