ما معنى قوله (إِذَا لَمْ تَسْتَحِ، فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ)؟
في معناه قولان:
أحدهما: أنه أمر تهديد، ومعناه الخبر: أي من لم يستح صنعَ ما شاء.
والثاني: أنه أمر إباحة، أي انظر إلى الفعل الذي تريد أن تفعله، فإن كان مما لا يستحيَى منه فافعله، والأول أصح وهو قول الأكثرين. (ابن القيم)
هناك بعض الأمور يكون الحياء فيها مذموماً، اذكرها؟
أولاً: الحياء في طلب العلم.
قالت عائشة: (نعم النساء نساء الأنصار، لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين). رواه مسلم
وقال مجاهد: لا ينال العلم مستحي ولا مستكبر.
ثانياً: عدم قول الحق والجهر به.
قال تعالى (إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا).
قال ابن حجر: ولا يقال رب حياء يمنع من الحق، أو فعل الحق، لأن ذلك ليس شرعياً.
قال ابن رجب رحمه الله: إن الحياء الممدوح في كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- إنما يريد به الخلق الذي يحث على فعل الجميل وترك القبيح، فأما الضعف والعجز الذي يوجب التقصير في شيء من حقوق الله أو حقوق عباده فليس هو من الحياء فإنما هو ضعف وخور وعجز ومهانة.
والحياء نوعان:
أحدهما: ما كان خلقاً وجبلة غير مكتسب، فهذا من أجل الأخلاق التي يمنحها الله العبد ويجبله عليها.
ولهذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الحياء لا يأتي إلا بخير) فإنه يكف عن ارتكاب القبائح ودناءة الأخلاق ويحث على استعمال مكارم الأخلاق ومعاليها.
الثاني: ما كان مكتسباً من معرفة الله ومعرفة عظمته وقربه من عباده واطلاعه عليهم، فهذا من أعلى خصال الإيمان، بل هو من أعلى درجات الإحسان.
[اذكر بعض أقوال السلف في الحياء؟]
قال الفضيل: خمس من علامات الشقوة: القسوة في القلب، وجمود العين، وقلة الحياء، والرغبة في الدنيا، وطول الأمل.
قال سليمان: إذا أراد الله بعبد هلاكاً نزع منه الحياء، فإذا نزع منه الحياء لم تلقه إلا مقيتاً ممقتاً.
وقال أبو موسى: إني لأغتسل في البيت المظلم فما أقيم صلبي حتى آخذ ثوبي حياء من ربي.
أن من نزع منه الحياء فعل ما يشاء.
قال الشاعر:
إذا قلّ ماء الوجه قل حياؤه … فلا خير في وجه إذا قل ماؤه
حياءك فاحفظه عليك فإنما … يدل على وجه الكريم حياؤه
[اذكر بعض الفوائد العامة من الحديث؟]
اتفاق النبوات على فعل الخير.
فضل التخلق بأخلاق الأنبياء.
أن الحياء مانع من الأفعال القبيحة.
الإسلام يدعو إلى الفضائل ويمنع من الرذائل.