للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٩٦٧ - عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ -رضي الله عنه- قَالَ لَنَا رَسُولُ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- (يَا مَعْشَرَ اَلشَّبَابِ! مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ اَلْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ; فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

===

(يَا مَعْشَرَ اَلشَّبَابِ) خص الشباب لأن الشباب هم مظنة الشهوة والرغبة في الزواج فلهذا خصهم بالذكر.

(مَنِ اسْتَطَاعَ) أي: من قدر.

(اَلْبَاءَةَ) سيأتي معناها.

(فَإِنَّهُ) أي: الزواج.

(أَغَضُّ لِلْبَصَرِ) أي: أن المتزوج أغض بصراً وأحصن فرجاً ممن لم يتزوج.

(وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ) يعني أدعى إلى إحصان الفرج وإحصان الفرج منعه من الوقع في المحظور.

(وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ) أي: الباءة المذكورة في أول الحديث.

(لَهُ وِجَاءٌ) له: يعني الصوم، والوجاء: هو رض الخصيتين، بحجر أو نحوه، لكنها إذا رضت العروق ضعفت الشهوة لأن الخصيتين هما اللتان تهيجان الشهوة لأنهما هما اللتان تصلحان المني فتزداد الشهوة وتقوى.

• ماذا نستفيد من الحديث؟

الحديث يدل على مشروعية النكاح والحث عليه لمن استطاع الباءة.

وقد جاءت النصوص الكثيرة في الحث عليه والترغيب فيه.

فهو من سنن المرسلين عليهم الصلاة والسلام.

قال تعالى (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً).

وقال تعالى (هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء).

وعن سعيد بن جبير قال: قال لي ابن عباس (هل تزوجت؟ قلت: لا، قال: تزوج فإن خير هذه الأمة أكثرها نساء). رواه البخاري

قوله (فإن خير هذه الأمة أكثرها نساء) قال الحافظ ابن حجر: قيل المعنى: خير أمة محمد من كان أكثر نساء من غيره ممن يتساوى معه فيما عدا ذلك من الفضائل، والذي يظهر أن مراد ابن عباس بالخير النبي -صلى الله عليه وسلم-، وبالأمة أخصاء أصحابه، وكأنه أشار إلى أن ترك التزويج مرجوح، إذ لو كان راجحاً ما آثر النبي -صلى الله عليه وسلم- غيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>