٢٦٣ - وَعَنْ أَبِي قَتَادَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- (إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ اَلْمَسْجِدَ فَلَا يَجْلِسْ حَتَّى يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ) مُتَّفَقٌ عليه.
===
• الحديث له قصة في أولها، اذكرها؟
القصة ذكرها مسلم عن أبي قتادة قال: (دخلت المسجد ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- جالس بين ظهراني الناس قال: فجلست فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ما منعك أن تركع ركعتين قبل أن تجلس، قال: فقلت: يا رسول الله، رأيتك جالساً والناس جلوس … فذكره … ).
• ما حكم تحية المسجد؟
تحية المسجد مشروعة، لكن اختلف العلماء هل هي واجبة أم لا على قولين:
القول الأول: أنها واجبة.
ونسب لداود الظاهري، ورجحه الشوكاني والألباني.
أ-لحديث الباب، وجاء في رواية: (فليركع) وهذا أمر، والأمر يقتضي الوجوب.
ب-عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ (جَاءَ سُلَيْكٌ الْغَطَفَانِىُّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَرَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَخْطُبُ فَجَلَسَ فَقَالَ لَهُ «يَا سُلَيْكُ قُمْ فَارْكَعْ رَكْعَتَيْنِ وَتَجَوَّزْ فِيهِمَا - ثُمَّ قَالَ - إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالإِمَامُ يَخْطُبُ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ وَلْيَتَجَوَّزْ فِيهِمَا) رواه مسلم.
القول الثاني: أنها سنة غير واجبة.
وهذا مذهب جماهير العلماء.
بل قال النووي: وعليه إجماع المسلمين، والصارف عن الوجوب.
قال النووي رحمه الله: أجمع العلماء على استحباب تحية المسجد، ويكره أن يجلس من غير تحية بلا عذر؛ لحديث أبي قتادة المصرح بالنهي … " انتهى من "المجموع" (٣/ ٥٤٤).
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: وَاتَّفَقَ أَئِمَّة الْفَتْوَى عَلَى أَنَّ الْأَمْر فِي ذَلِكَ لِلنَّدْبِ، وَنَقَلَ اِبْن بَطَّالٍ عَنْ أَهْل الظَّاهِر الْوُجُوب، وَاَلَّذِي صَرَّحَ بِهِ اِبْن حَزْم عَدَمه.
أ-حديث الأعرابي لما أخبره النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن عليه خمس صلوات، فقال: هل عليّ غيرها؟ قال: (لا إلا أن تطوع).
ب-حديث عبد الله بن بسر: أن رجلاً دخل المسجد والنبي -صلى الله عليه وسلم- يعظ الناس فقال: (اجلس فقد آذيت وآنيت) رواه أبو داود.
ج-حديث ابن عباس في بعث معاذ إلى اليمن، وهو في الصحيحين.
د-وبقصة الثلاثة الذين جاؤوا والنبي -صلى الله عليه وسلم- في حلقة جالس مع أصحابه، فإن أحدهم جلس في الحلقة، وأما الثاني فجلس خلفهم … ) متفق عليه.
وهذا القول هو الصحيح.