للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٦٩٧ - وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: (كَانَ رَسُولُ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا دَخَلَ اَلْعَشْرُ -أَيْ: اَلْعَشْرُ اَلْأَخِيرُ مِنْ رَمَضَانَ- شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

===

(وَأَحْيَا لَيْلَهُ) أي استغرقه بالسهر في الصلاة وغيرها، وليس المراد إحياء جميع الليل وإنما المراد معظمه.

(وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ) أي أيقظهم للصلاة في الليل، وجد في العبادة، والمراد زوجاته.

• ما معنى قولها (شَدَّ مِئْزَرَهُ)؟

اختلف في تفسير ذلك على قولين:

القول الأول: هو كناية عن شدة جده واجتهاده في العبادة.

القول الثاني: هو كناية عن اعتزاله النساء.

ورجحه ابن رجب رحمه الله، وقال: الصحيح: أن المراد: اعتزاله النساء وبذلك فسره السلف والأئمة المتقدمون، منهم: سفيان الثوري، وقد ورد ذلك صريحاً من حديث عائشة وأنس، وورد تفسيره بأنه لم يأو إلى فراشه حتى ينسلخ رمضان، وفي حديث أنس: وطوى فراشه واعتزل النساء، وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- غالباً يعتكف العشر الأواخر، والمعتكف ممنوع من قربان النساء بالنص والإجماع.

• ما المراد بقوله (وأحيا ليله) هل إحياء جميع الليل أم غالبه؟

المراد إحياء غالبه وأكثره.

ويؤيده ما رواه مسلم عن عائشة أنها قالت (ما أعلمه قام ليلة حتى الصباح).

• اذكر بعض ما تميزت به العشر الأواخر من رمضان؟

تميزت هذه الليالي بأمور:

أولاً: إحياء الليل بالعبادة.

ثانياً: إيقاظ الأهل للصلاة.

ثالثاً: اعتزال النساء تفرغاً للعبادة.

رابعاً: الاعتكاف.

• هل يستحب إيقاظ الأهل للصلاة والطاعة؟

نعم، يستحب ذلك.

قال سفيان الثوري: أحب إلي إذا دخل العشر الأواخر أن يتهجد بالليل ويجتهد فيه، وينهض أهله وولده إلى الصلاة إذا أطاقوا ذلك.

وهذا العمل مسنون في كل الأيام لكنه يتأكد في ليالي العشر.

ومما يدل على استحبابه ما جاء في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى ثم أيقظ امرأته فصلت، فإن أبت نضح في وجهها الماء، ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت، ثم أيقظت زوجها فصلى، فإن أبى نضحت في وجهه الماء). رواه أبو داود

وفي الموطأ: (أن عمر بن الخطاب كان يصلي من الليل ما شاء الله أن يصلي، حتى إذا كان نصف الليل أيقظ أهله للصلاة، يقول لهم: الصلاة، الصلاة، ويتلو هذه الآية (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها).

وكانت امرأة حبيب أبي محمد تقول له بالليل: قد ذهب الليل وبين أيدينا طريق بعيد وزادنا قليل، وقوافل الصالحين قد سارت قدامنا، ونحن قد بقينا:

يا نائماً بالليل كم ترقد … قم يا حبيبي قد دنا الموعد

وخذ من الليل وأوقاته … ورداً إذا ما هجع الرقد

من نام حتى ينقضي ليله … لم يبلغ المنزل أو يجتهد

قل لذوي الألباب أهل التقى قنطرة العرض لكم موعد

<<  <  ج: ص:  >  >>