للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٥٠٠ - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (اَلْمُسْتَبَّانِ مَا قَالَا، فَعَلَى اَلْبَادِئِ، مَا لَمْ يَعْتَدِ اَلْمَظْلُومُ) أَخْرَجَهُ مُسْلِم.

===

- (الْمُسْتَبَّانِ) أي: المتشاتمان، وهما اللذان سب كل منهما الآخر.

(مَا قَالَا) أي: إثم قولهما من السب والشتم.

(مَا لَمْ يَعْتَدِ الْمَظْلُوم) أي: مدة عدم اعتداء المظلوم، فإذا اعتدى المظلوم صار عليه الإثم، والمراد باعتدائه: تجاوزه حد الانتصار.

[ما معنى الحديث؟]

معناه: أَنَّ إِثْم السِّبَاب الْوَاقِع مِنْ اِثْنَيْنِ مُخْتَصّ بِالْبَادِئِ مِنْهُمَا كُلّه إِلَّا أَنْ يَتَجَاوَز الثَّانِي قَدْر الِانْتِصَار، فَيَقُول لِلْبَادِئِ أَكْثَر مِمَّا قَالَ لَهُ.

اذكر بعض الفوائد العامة من الحديث؟

تحريم سباب المسلم.

وَفِي هَذَا جَوَاز الِانْتِصَار، وَلَا خِلَاف فِي جَوَازه، وَقَدْ تَظَاهَرَتْ عَلَيْهِ دَلَائِل الْكِتَاب وَالسُّنَّة.

قَالَ اللَّه تَعَالَى (وَلَمَنْ اِنْتَصَرَ بَعْد ظُلْمه فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيل).

وَقَالَ تَعَالَى (وَاَلَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمْ الْبَغْي هُمْ يَنْتَصِرُونَ).

وقال تعالى (فمن اعتدى عليكم … ).

لكن العفو أفضل.

قَالَ اللَّه تَعَالَى (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْم الْأُمُور).

وقال تعالى (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ).

وقال تعالى (وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ).

وقال تعالى (والعافين عن الناس).

ولقوله -صلى الله عليه وسلم- (مَا زَادَ اللَّه عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا ..... ).

إذا زاد المجيب المنتصر في مجازاته وآذى الظالم بأكثر مما قاله صار ظالماً ويتحمل إثم زيادته.

<<  <  ج: ص:  >  >>