للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• هل الإقالة فسخ أم بيع؟

اختلف العلماء في ذلك على قولين:

القول الأول: أنها فسخ وإلغاء للعقد الأول وليست بيعاً.

وهذا قول الشافعية والحنابلة.

ووجه هذا الرأي بأن الإقالة في اللغة عبارة عن الرفع، يقال في الدعاء (اللهم أقل عثراتي) أي: ارفعها، والأصل أن معنى التصرف شرعاً ينئ عنه اللفظ لغة، ورفع العقد فسخه، ولأن البيع والإقالة اختلفا اسماً فتخالفا حكماً، فإذا كانت رفعاً فلا تكون بيعاً، لأن البيع إثبات والرفع نفي وبينهما تناف، فكانت الإقالة على هذا التقدير فسخاً محضاً.

القول الثاني: أنها بيع.

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله مرجحاً القول الأول: الصواب أنها فسخ لعقد مضى، ولهذا تجوز قبل قبض المبيع، وتجوز بعد نداء الجمعة الثاني، وتجوز بعد إقامة الصلاة إذا لم تمنع من الصلاة، لأنها ليست بيعاً، وتجوز في المسجد.

• هل تجوز الإقالة بأقل أو أكثر من الثمن؟

قيل: لا تجوز إلا بالثمن.

لأن مقتضى الإقالة رد الأمر على ما كان عليه، ورجوع كل واحد منهما إلى ماله، فلم تجز بأكثر من الثمن.

وقيل: يجوز.

ورجح ذلك ابن رجب والشيخ ابن عثيمين.

قال الشيخ ابن عثيمين في الشرح الممتع: … وكذلك ـ أيضاً ـ لو أن البائع طلب من المشتري الإقالة فقال: أقيلك على أن تعطيني كذا وكذا زيادة على الثمن فإنه لا يجوز؛ لأنها تشبه العينة حيث زيد على الثمن.

ولكن القول الراجح أنها تجوز بأقل وأكثر إذا كان من جنس الثمن؛ لأن محذور الربا في هذا بعيد فليست كمسألة العينة؛ لأن مسألة العينة محذور الربا فيها قريب، أما هذه فبعيد، وقد قال ابن رجب ـ رحمه الله ـ في (القواعد) إن للإمام أحمد رواية تدل على جواز ذلك، حيث استدل ببيع العربون الوارد عن عمر -رضي الله عنه-، وقال: الإقالة بعوض مثله، وعليه فيكون هناك رواية أومأ إليها الإمام أحمد بجواز الزيادة على الثمن والنقص منه، وهذا هو القول الراجح، وهو الذي عليه عمل الناس، وهو من مصلحة الجميع؛ وذلك لأن البائع إذا أقال المشتري، فإن الناس سوف يتكلمون ويقولون: لولا أن السلعة فيها عيب ما ردها المشتري، فيأخذ البائع عوضاً زائداً على الثمن من أجل جبر هذا النقص.

وقال في شرح البلوغ: الصحيح الجواز، ومحذور الربا فيها بعيد، فمثلاً: إذا بعت عليك سيارة بعشرين ألفاً، ثم جئت إليّ وقلت: أقلني، أنا لا أريد السيارة، فقلت: لا أقيلك إلا إذا أعطيتني ألفين من الثمن، فقال: أعطيك.

• اذكر بعض الأدلة على قاعدة: الجزاء من جنس العمل؟

قال تعالى (إن تنصروا الله ينصركم).

قال -صلى الله عليه وسلم- (ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة) رواه مسلم.

وقال -صلى الله عليه وسلم- (الراحمون يرحمهم الله) رواه أبو داود.

وقال -صلى الله عليه وسلم- (من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته) رواه مسلم.

وقال -صلى الله عليه وسلم- (من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه) رواه البخاري.

وقال -صلى الله عليه وسلم- (من وصل صفاً وصله الله) رواه أبو داود.

<<  <  ج: ص:  >  >>