نستفيد استحباب الدعاء بهذه الكلمات الجامعة المشتملة على كل خير والاستعاذة من كل شر.
وهذا الدعاء من أجمع الأدعية، إن لم يكن أجمعها، فإن فيه سؤال كل خير، والاستعاذة من كل شر، ثم النص على سؤال أفضل الخير، وهو الجنة والأعمال الصالحة المقربة إليها، والاستعاذة من أعظم الشر، وهو النار والمعاصي المقربة إليها.
قال الملا علي القاري: وأجْمَعُ مَا وَرَدَ فِي الدُّعَاءِ … ثم ذكر هذا الدعاء.
وقال المناوي: قال الحليمي: هذا من جوامع الكلم التي استحب الشارع الدعاء بها، لأنه إذا دعا بهذا فقد سأل الله من كل خير، وتعوذ به من كل شر، ولو اقتصر الداعي على طلب حسنة بعينها أو دفع سيئة بعينها كان قد قَصَّر في النظر لنفسه.
وقد ورد أن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه كان يدعو بهذا الدعاء بعد التشهد في الصلاة، ويعلمه للناس.
فقوله:(اللَّهمّ إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله، ما علمت منه و ما لم أعلم)
أي: يا اللَّه أعطني من جميع أنواع الخير مطلقاً في الدنيا والآخرة ما علمت منه وما لم أعلم، والتي لا سبيل لاكتسابها بنفسي إلا منك، فأنت تعلم أصلح الخير لي في العاجل والآجل.