٧٨٩ - وَعَنْهُ قَالَ (أَعْتَقَ رَجُلٌ مِنَّا عَبْداً لَهُ عَنْ دُبُرٍ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ غَيْرُهُ، فَدَعَا بِهِ اَلنَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- فَبَاعَهُ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
===
(أَعْتَقَ رَجُلٌ مِنَّا) العتق: تخليص الرقبة من الرق.
(عَبْداً لَهُ عَنْ دُبُرٍ) أي: علق عتقه بموته، كأن يقول: أنت حر بعد وفاتي.
(لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ غَيْرُهُ) جاء في رواية (وعليه دين) وفي رواية (وكان محتاجاً وعليه دين فباعه النبي -صلى الله عليه وسلم- بثمانمائة درهم وأعطاه وقال: اقض دينك).
(فَدَعَا بِهِ اَلنَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- فَبَاعَهُ) أي: العبد.
• اذكر لفظ البخاري كاملاً وكذا لفظ مسلم؟
لفظ البخاري: عَنْ جَابِرٍ قَالَ (بَلَغَ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّ رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِهِ أَعْتَقَ غُلَاماً عَنْ دُبُرٍ، لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ غَيْرَهُ، فَبَاعَهُ بِثَمَانِمِائَةِ دِرْهَمٍ، ثُمَّ أَرْسَلَ بِثَمَنِهِ إِلَيْه).
ولفظ مسلم: عَنْ جَابِرٍ قَالَ (أَعْتَقَ رَجُلٌ مِنْ بَنِى عُذْرَةَ عَبْداً لَهُ عَنْ دُبُرٍ فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-. فَقَالَ: أَلَكَ مَالٌ غَيْرُهُ، فَقَالَ لَا. فَقَالَ «مَنْ يَشْتَرِيهِ مِنِّى». فَاشْتَرَاهُ نُعَيْمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَدَوِىُّ بِثَمَانِمِائَةِ دِرْهَمٍ فَجَاءَ بِهَا رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: ابْدَأْ بِنَفْسِكَ فَتَصَدَّقْ عَلَيْهَا فَإِنْ فَضَلَ شَيْءٌ فَلأَهْلِكَ فَإِنْ فَضَلَ عَنْ أَهْلِكَ شَيْءٌ فَلِذِى قَرَابَتِكَ فَإِنْ فَضَلَ عَنْ ذِي قَرَابَتِكَ شَيْءٌ فَهَكَذَا وَهَكَذَا». يَقُولُ فَبَيْنَ يَدَيْكَ وَعَنْ يَمِينِكَ وَعَنْ شِمَالِك).
• ما معنى قوله (عن دبر)؟
قال النووي: أي قال له أنت حر بعد موتي، وسمي هذا تدبيراً لأنه يحصل العتق فيه في دبر الحياة.
• لماذا سمي مدبّراً؟
سمي بذلك: لأن عتقه جعل دُبُر حياة سيده، والموت دبر الحياة.
• ما حكم التدبير؟
جائز.
قال النووي: وأجمع المسلمون على صحة التدبير.
• ما سبب بيع النبي -صلى الله عليه وسلم- للعبد المدبر في حديث الباب؟
بيّنة الروايات سبب ذلك:
في رواية البخاري (لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ غَيْرَهُ) ففي هذه الرواية دلالة على أن سبب بيعه أنه لا يملك غيره.
وفي رواية للبخاري أخرى ( … فاحتاج، فأخذه النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: من يشتريه مني) ففي هذه الرواية التصريح أن سبب بيعه هو احتياجه لثمنه.
وجاء في رواية النسائي ( … وكان محتاجاً، وعلين ديْن، فباعه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ففي هذه الرواية أن سبب بيعه هو الديْن.