١٤٨١ - وَعَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- (لَيْسَ اَلشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ، إِنَّمَا اَلشَّدِيدُ اَلَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ اَلْغَضَبِ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
===
ما معنى (لَيْسَ الشَّدِيدُ بالصُّرَعَةِ)؟
أي: الذي يصرع الناس كثيراً بقوته، وقد جاء عن أنس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- مر بقوم يصطرعون فقال ما هذا قالوا فلان ما يصارع أحدا إلا صرعه قال أفلا أدلكم على من هو أشد منه رجل كلمه رجل فكظم غيظه فغلبه وغلب شيطانه وغلب شيطان صاحبه. رواه البزار بسند حسن
[ماذا نستفيد من الحديث؟]
نستفيد التحذير من الغضب، وأن الشديد حقيقة هو من يملك نفسه عند الغضب.
وقد جاءت الأحاديث في التحذير من الغضب.
عن سُلَيْمَانَ بن صُرَدٍ -رضي الله عنه-، قَالَ (كُنْتُ جالِساً مَعَ النَّبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وَرَجُلانِ يَسْتَبَّانِ، وَأَحَدُهُمَا قدِ احْمَرَّ وَجْهُهُ، وانْتَفَخَتْ أوْدَاجُهُ، فَقَالَ رَسُول اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: ((إنِّي لأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا لَذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ، لَوْ قَالَ: أعُوذ باللهِ منَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ، ذَهَبَ منْهُ مَا يَجِدُ)). فَقَالُوا لَهُ: إنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: ((تَعَوّذْ باللهِ مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيم)) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
وعن معاذِ بنِ أَنسٍ -رضي الله عنه-: أنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، قَال (مَنْ كَظَمَ غَيظاً، وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أنْ يُنْفِذَهُ، دَعَاهُ اللهُ سُبحَانَهُ وَتَعَالى عَلَى رُؤُوسِ الخَلائِقِ يَومَ القِيامَةِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ مِنَ الحُورِ العِينِ مَا شَاء) رواه أَبو داود والترمذي، وَقالَ: حديث حسن.
وعن أبي هريرةَ -رضي الله عنه- (أنَّ رَجُلاً قَالَ للنبي -صلى الله عليه وسلم-: أوصِني. قَالَ: ((لا تَغْضَبْ)) فَرَدَّدَ مِراراً، قَالَ: ((لَا تَغْضَب) رواه البخاري.
[ما معنى قوله -صلى الله عليه وسلم- (لا تغضب)؟]
قال السعدي: والنهي عن الغضب في قوله -صلى الله عليه وسلم- (لا تغضب) يتضمن أمرين عظيمين:
أحدهما: الأمر بفعل الأسباب، والتمرن على حسن الخلق، والحلم والصبر. (النهي عن تعاطي الأسباب الموصلة إليه من كل ما يحمل الغضي ويهيجه).
والثاني: الأمر - بعد الغضب - أن لا ينفذ غضبه: فإن الغضب غالباً لا يتمكن الإنسان من دفعه ورده، ولكنه يتمكن من عدم تنفيذه.
[اذكر أقسام الغضب؟]
الغضب ينقسم إلى قسمين:
القسم الأول: مذموم.
وهو الغضب الدنيوي الذي حذرنا منه النبي -صلى الله عليه وسلم- كما في الأحاديث السابقة.
القسم الثاني: وهو محمود.
ما كان لله وللحق.