للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٩٧٩ - وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ اَلسَّاعِدِيِّ - رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ (جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اَللَّهِ! جِئْتُ أَهَبُ لَكَ نَفْسِي، فَنَظَرَ إِلَيْهَا رَسُولُ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَصَعَّدَ اَلنَّظَرَ فِيهَا، وَصَوَّبَهُ، ثُمَّ طَأْطَأَ رَسُولُ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- رَأْسَهُ، فَلَمَّا رَأَتْ اَلْمَرْأَةُ أَنَّهُ لَمْ يَقْضِ فِيهَا شَيْئًا جَلَسَتْ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اَللَّهِ! إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكَ بِهَا حَاجَةٌ فَزَوِّجْنِيهَا. قَالَ: " فَهَلْ عِنْدكَ مِنْ شَيْءٍ؟ " فَقَالَ: لَا، وَاَللَّهِ يَا رَسُولَ اَللَّهِ، فَقَالَ: " اِذْهَبْ إِلَى أَهْلِكَ، فَانْظُرْ هَلْ تَجِدُ شَيْئًا؟ " فَذَهَبَ، ثُمَّ رَجَعَ؟ فَقَالَ: لَا، وَاَللَّهِ يَا رَسُولَ اَللَّهِ، مَا وَجَدْتُ شَيْئًا. فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- " انْظُرْ وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ "، فَذَهَبَ، ثُمَّ رَجَعَ، فَقَالَ: لَا وَاَللَّهِ، يَا رَسُولَ اَللَّهِ، وَلَا خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ، وَلَكِنْ هَذَا إِزَارِي - قَالَ سَهْلٌ: مَالُهُ رِدَاءٌ - فَلَهَا نِصْفُهُ.

فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: مَا تَصْنَعُ بِإِزَارِكَ؟ إِنْ لَبِسْتَهُ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهَا مِنْهُ شَيْءٌ، وَإِنْ لَبِسَتْهُ لَمْ يَكُنْ عَلَيْكَ شَيْءٌ فَجَلَسَ اَلرَّجُلُ، وَحَتَّى إِذَا طَالَ مَجْلِسُهُ قَامَ; فَرَآهُ رَسُولُ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مُوَلِّيًا، فَأَمَرَ بِهِ، فَدُعِيَ لَهُ، فَلَمَّا جَاءَ. قَالَ: " مَاذَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ؟ " قَالَ: مَعِي سُورَةُ كَذَا، وَسُورَةُ كَذَا، عَدَّدَهَا، فَقَالَ: " تَقْرَؤُهُنَّ عَنْ ظَهْرِ قَلْبِكَ؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: "اِذْهَبْ، فَقَدَ مَلَّكْتُكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، وَاللَّفْظُ لِمُسْلِمٍ.

وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ (اِنْطَلِقْ، فَقَدْ زَوَّجْتُكَهَا، فَعَلِّمْهَا مِنَ الْقُرْآنِ).

وَفِي رِوَايَةٍ لِلْبُخَارِيِّ (أَمْكَنَّاكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ).

٩٨٠ - وَلِأَبِي دَاوُدَ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ (مَا تَحْفَظُ؟ قَالَ: سُورَةَ اَلْبَقَرَةِ، وَاَلَّتِي تَلِيهَا، قَالَ: قُمْ. فَعَلِّمْهَا عِشْرِينَ آيَةً).

===

(جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال الحافظ: هذه المرأة لم أقف على اسمها، وعند الإسماعيلي (جاءت امرأة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو في المسجد) فأفاد تعيين المكان الذي وقعت فيه القصة.

(فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اَللَّهِ! جِئْتُ أَهَبُ لَكَ نَفْسِي) أي: أتزوجك من غير عوض.

(فَصَعَّدَ اَلنَّظَرَ فِيهَا، وَصَوَّبَهُ) بتشديد العين من صعّد، والواو من صوّبه، والمراد أنه نظر أعلاها وأسفلها.

(ثُمَّ طَأْطَأَ رَسُولُ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- رَأْسَهُ) أي: خفضه، لعدم ما يدعو للنظر إليها.

(فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ) قال الحافظ: لم أقف على اسمه.

(فَهَلْ عِنْدكَ مِنْ شَيْءٍ؟) وفي رواية (هل عندك شيء تصدقها؟) وفي رواية (ألك مال).

(فَقَالَ: لَا، وَاَللَّهِ يَا رَسُولَ اَللَّهِ) جاء في رواية (قال: فلا بد لها من شيء).

(انْظُرْ وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ) (لو) تقليلية.

(قَالَ: " مَاذَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ؟)

(قَالَ: مَعِي سُورَةُ كَذَا، وَسُورَةُ كَذَا، عَدَّدَهَا) جاء في رواية سعيد بن المسيب عن سهل (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- زوّج رجلاً امرأة على سورتين من القرآن، يعلمها إياهما).

(فَقَالَ: تَقْرَؤُهُنَّ عَنْ ظَهْرِ قَلْبِكَ؟) إنما سأله النبي -صلى الله عليه وسلم- عن قراءته عن ظهر القلب، ليتمكن من تعليمها بذلك.

(فَقَدَ مَلَّكْتُكَهَا) وفي رواية للبخاري (زوجتكها) وعنده أيضاً (اذهب، فقد أنكحتكها بما معك من القرآن)

(بِمَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ) وفي الرواية الأخرى (اِنْطَلِقْ، فَقَدْ زَوَّجْتُكَهَا، فَعَلِّمْهَا مِنَ الْقُرْآنِ).

<<  <  ج: ص:  >  >>