(التشزن): التأهب والتهيؤ.
فسجوده -صلى الله عليه وسلم- في الجمعة الأولى وترك الخطبة لأجلها يدل على أنها سجدة تلاوة.
ولحديث الباب حديث ابن عباس (ص ليست من عزائم السجود، وقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسجد فيها).
قوله (ليست من عزائم السجود) أي: ليست من السجدات المؤكدات التي ورد في السجود فيها أمر أو تحضيض أو حث كغيرها من سجدات القرآن، وإنما وردت بصيغة الإخبار عن داود عليه السلام أنه سجدها، وسجدها نبينا -صلى الله عليه وسلم- اقتداء به.
الخلاصة: عدد السجدات:
مذهب الحنابلة: ١٥ سجدة.
مذهب الشافعية: ١٤ سجدة، لم يحسبوا سجدة (ص).
مذهب مالك: ١١ سجدة، أسقطوا سجدات المفصل.
مذهب أبو حنيفة: ١٤ سجدة، أسقطوا السجدة الثانية من الحج.
فائدة: اتفق العلماء على مشروعية السجود في عشرة مواضع، وهي متوالية، إلا ثانية الحج و (ص).
• ثبت في حديث ابن عباس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سجد بالنجم، فلم لم يسجد كما في حديث زيد بن ثابت؟
قيل: تركه لبيان الجواز.
قال الحافظ ابن حجر: وهذا أرجح الاحتمالات، وبه جزم الشافعي.
وقيل: يحتمل أنه ترك السجود فيها لأن زيداً هو القاراء ولم يسجد، ولو سجد لسجد النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وقد ذكر هذا الجواب أبو داود والترمذي، وذكره أيضاً شيخ الإسلام ابن تيمية.
• ماذا يقال في سجود التلاوة؟
يقول ما يقوله في سجود الصلاة (سبحان ربي الأعلى).
وقد جاءت أدعية أخرى اختلف العلماء في صحتها:
منها: جاء في حديث عائشة قالت: (كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول في سجود القرآن بالليل: سجد وجهي للذي خلقه، وشق سمعه وبصره، بحوله وقوته، فتبارك الله أحسن الخالقين) رواه أبو داود.
ومنها: ما جاء عن ابن عباس قال: (كنت عند النبي -صلى الله عليه وسلم- فأتاه رجل، فقال: إني رأيت البارحة فيما يرى النائم، كأني أصلي إلى أصل شجرة، فقرأت السجدة فسجدت، فسجدت الشجرة لسجودي فسمعتها تقول: اللهم احطط بها عني وزراً، واكتب لي بها أجراً، وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود، قال ابن عباس: فرأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- قرأ السجدة فسجد، فسمعته يقول في سجوده مثل الذي أخبره الرجل عن قول الشجرة). رواه الترمذي