للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• كم مقدار الصلاة في المسجد الأقصى، ولماذا سمي بذلك؟

سمي بذلك: قيل: لبعده عن المسجد الحرام في المسافة.

وقيل: في الزمان، وفيه نظر، لأنه ثبت في الصحيح أن بينهما أربعين سنة.

مقدار الصلاة فيه:

قيل: عن [٥٠٠] صلاة.

جاء ذلك عند الطبراني.

والذي يظهر من كلام ابن تيمية وابن القيم ترجيح هذا القول.

وقيل: بألف صلاة.

جاء عند ابن ماجه، وهو ضعيف.

وقيل: بخمسين صلاة.

جاء عند ابن ماجه.

قال ابن القيم تعليقاً على هذه الرواية: وهذا محال، لأن مسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم- أفضل منه، والصلاة فيه تفضل على غيره بألف صلاة.

وقال الذهبي: هذا منكر جداً.

وقيل: بمائتين وخمسين صلاة.

عن أبي ذر -رضي الله عنه- قال (تذاكرنا ونحن عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أيهما أفضل مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أم بيت المقدس؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: صلاة في مسجدي أفضل من أربع صلوات فيه ولنعم المصلى هو، وليوشكن أن يكون للرجل مِثْل شطن فرسه من الأرض حيث يَرى منه بيت المقدس خيراً له من الدنيا جميعاً) رواه الحاكم (٤/ ٥٠٩) وصححه ووافقه الذهبي والألباني كما في " السلسلة الصحيحة " في آخر الكلام على حديث رقم (٢٩٠٢).

• هل التضعيف خاص بالصلاة أم يشمل جميع الأعمال الصالحة كالصوم والصدقة وغيرها؟

اختلف العلماء في هذه المسألة على قولين:

القول الأول: أن الأعمال الصالحة لا تضاعف في الحرم كالصلاة.

واستدلوا بأن الأدلة الثابتة في التضعيف مختصة بالصلاة فقط والقول بمضاعفة الطاعات الأخرى يحتاج إلى دليل ثابت.

القول الثاني: أن الأعمال الصالحة تضاعف كالصلاة.

أ-لحديث ابن عباس. قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (من أدرك رمضان بمكة فصام وقام منه ما تيسر له كتب الله له مئة ألف شهر رمضان فيما سواه … " (أخرجه ابن ماجه، قال الألباني: الحديث موضوع.

ونوقش الاستدلال بأن الحديث لا يثبت.

ب- ولحديث ابن عمر. قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (رمضان بمكة أفضل من ألف رمضان بغير مكة) رواه البزار، والحديث ضعيف.

والصحيح القول الأول، وأنه لم يثبت دليل ينص على مضاعفة الطاعات في المسجد الحرام كمضاعفة الصلاة أي بمائة ألف، ولكن تبقى الأعمال الصالحة في الحرم لها تعظيم ومزية عن غيرها وذلك لفضيلة الحرم على الحل.

قال ابن باز رحمه الله: وبقية الأعمال الصالحة تضاعف - أي في الحرم - ولكن لم يرد فيها حد محدود، إنما جاء الحد والبيان في الصلاة، أما بقية الأعمال الصالحة كالصوم والأذكار وقراءة القرآن والصدقات فلا أعلم فيها نصاً ثابتاً يدل على تضعيف محدد.

<<  <  ج: ص:  >  >>